آفاق في عين العالم

دعوة للإستيقاظ

 

 

آفاق في عين العالم

وليد قادري

دعوة للإستيقاظ

لا أحب الخوض في السياسة كثيرًا، وقد يكون كلامي خطأ مليون بالمائة، ولا أقول هذا حتى أعذر نفسي من المسؤولية .

المهم أن كل ما يحدث أمامنا ونتأثر به حقيقة وواقعًا هو في الأصل ليس الحقيقة أو الواقع مجرد قشرة وهمية عاطفية نقتنع بها بشكل أو بآخر، لكن ما يجري خلف الستار وخلف الكواليس في الغرف المغلقة هو المحك وبعيدًا عن نظريات المؤامرة والعائلات الثلاثة عشر الحاكمة (كما يدعون) ومن يدعمهم من خلفهم من كائنات البعد الرابع

لا بد أن نفهم حقيقة الصراع وأنه يبدأ وينتهي بفكرة واحدة وهي (السيطرة والتحكم):

السيطرة على العقول والأفكار

على الموارد والاقتصاد

السيطرة على مواطن القوة

لعبة شطرنج عالية المستوى مثل ما كتب وليام كار

أميركا بريطانيا ألمانيا فرنسا (ومن يتحكم بهم)

يريدون الحد من نفوذ روسيا فيصنعون لهم جبهة في أوكرانيا وأفغانستان ودول جنوب روسيا والقوقاز وتركيا وسوريا، ولو أرادوا الحد من نفوذ الصين صنعوا لهم جبهة في تايوان وهونج كونج وميانمار (بورما) والروهينجا، روسيا تشغل أميركا بكوبا وفيتنام وكوريا الشمالية وبقايا الدول الاشتراكية مع أن روسيا قد ابتعدت عن الاشتراكية، بينما الصين تشغلهم بحروب بايولوجية واقتصادية .

الصراع على الطاقة يدفع بهم لأن يحفزوا إيران وتركيا والعراق وقطر وغيرها ضد السعودية ومصر والإمارات وروسيا

نفس الوضع في قضية الاحتلال الصهيوني

مجرد بيدق ونحن ننجر خلفه بدون وعي

المهم تحقيق السيطرة والكسب من السلاح والمخدرات والطاقة وأي وسيلة كانت لاستنزاف الأرض  ، ولكن كيف يجيدون صنع هذا الصراع بحيث يحفزون العامة ويثيرونهم؟!

ركز على الأديان الطائفية والتعصب الديني والقبلي، طالبان والشيعة وداعش والقاعدة والإخوان وبقية العقليات المحنطة التي لن تستوعب إن الصراع ليس ضد المسلمين ، ركز على صراع الحضارات والعقول ، ركز على العلوم الجديدة القائمة على السحر والكهانة ، ركز على المادية الطاغية بيننا

هذا الصراع هو ضد البشرية، ضد الناس ككل مهما كان دينهم، واستثارة الوطنية / العصبية / الأديان جزء من لعبة كبيرة

لا بد أن نستيقظ من وهم الأمة الإسلامية / العروبة / القومية / الاشتراكية / الليبرالية / الخلافة / الرأسمالية والعولمة / اليسوعية / النظام العالمي الجديد، كلها أدوات والهدف واحد السيطرة فقط ولا شيء غيرها .

التمكين من الأرض لإرضاء غرور كائن انتزع منه التمكين رغمًا عنه حتى لو أدى الأمر أن يتدمر الكوكب بما فيه وليس لنا بيت غير هذا الكوكب .

علاقتنا بربنا وجنوده هي الوسيلة للانتصار واستعادة بيتنا (الأرض)، لكن ليس بالعنف ولا بالحروب ولا بالثورات الزائفة، إنما بالصحوة الروحية وفهم اللعبة والعودة للأصول والثورات الناعمة والوعي والصلاة والابتهال والتأمل والعناية بالأرض وبإخوانك البشر ضد الغول القادم .

انتهت لعبة الفيروس، الآن لعبة المناخ والنووي، بعدها لعبة المجاعة وحرب المياه والموارد.

لا تنصع لأي شخص يجيشك بحجة الأمة وغيرها، كلها مسرحيات يذهب ضحيتها أبرياء، لا تكن جندي لغيرك، ووطنك هو الأولى بالدفاع عنه وحمايته ثم كوكبك .

ولو أردت أن تدافع عن دينك دافع بالطريقة الصحيحة فالمسلم يفترض إنه رسالة خير للعالم وليس عدوانيا ولا متشفيا ولا شامتا بالناس ومحتقرا لهم .

النصر للخير مهما طال الزمن وتذكر تطمين الله سبحانه “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”

استيقظوا ..

كاتب رأي

وليد قادري

كاتب رأي وقاص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى