كُتاب الرأي

عندما تستيقظ الضمائر من سباتها

سويعد الصبحي

عندما تستيقظ الضمائر من سباتها

تغفو الضمائر كما تغفو العيون وتخفت أنوارها كما تخفت النجوم في وضح النهار ولكن ما أروع اللحظة التي تستيقظ فيها وتنتبه من سباتها فتصرخ فينا: (كفى تجاهلًا… آن أوان الصحوة )
الضمير… ذاك الصوت الصامت والنبض الخافت والجُناح الخفيّ الذي يرفعنا حين نهوي ويوقفنا حين نغوي.
قد تُسكته الشهوات وقد تُغطيه الشبهات ولكنه لا يموت وإن طال سُباته.
وإن استيقظ صحَّت القلوب واستقامت الخطى واستنار الدرب بعد العمى.
فمتى يصحو الضمير؟
يصحو حين تُقرع قلوبنا بصرخة مظلوم أو حين تهتز نفوسنا على مشهد طفلٍ جائعٍ أو عين باكية.
يصحو حين نُكاشف أنفسنا ونسألها بلا رتوش: ( هل ما نفعل صوابٌ أم سراب؟)
الضمير لا يُباع ولا يُشترى لا يُروّض ولا يُستَرضى إنه الحارس الأمين وإن غفلنا عنه سنين.
وعندما يستيقظ تتبدل الموازين وتنتصر القيم على الأهواء والمبادئ على المصالح والحقيقة على المجاملة.
تصبح كلمة ( لا ) في وجه الظلم أصدق من ألف ( نعم ) في حضرة الخوف.
الضمير المستيقظ لا يُجامل في الحق ولا يُساوم على العدل ولا يبرّر الخطأ بلبوس الحكمة.
لكنّ طريق الضمير ليس معبّدًا بالورود بل بالأشواك والعقبات.
قد تُعاديك نفوسٌ ألفت الغفلة وقد تخسَر ما كنت تحسبه ربحًا ولكن تربح نفسك وتطمئن روحك ويصفو ضميرك… وما أعظم أن تنام ليلك وقد صالحك ضميرك.
فكيف نبقي الضمير حيًا لا يموت؟
نُغذيه بالصدق ونرويه بالتفكر ونُنيره بالعلم ونقوّيه بالفعل النبيل.
نُحادثه كلما همس ونُصغي له كلما صرخ ونطيعه كلما أرشد.
فالضمير صوت الحق في دواخلنا ومن تنكّره فقد ضلّ ومن تبعه فقد اهتدى.
عندما تستيقظ الضمائر من سباتها تُبعث الحياة في القيم وتعود الأخلاق إلى نصابها وتُكتب النجاة في صحائفنا.
في عالمٍ يزداد صخبًا وظلمًا فلنكن نحن ضوء الضمير ومصدر النور ومرآة الحق.
فما أعظم أن يعيش الإنسان ضميرًا حيًا… لا يخشى في الله لومة لائم ولا يسكن في قلبه غبار الخوف ولا رماد التبلّد.

كاتب رأي وإعلامي

سويعد محمد موسى الصبحي

كاتب رأي وإعلامي رياضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى