كُتاب الرأي

الإجازة الصيفية بين المتعة والترفيه والتربية.

الإجازة الصيفية بين المتعة والترفيه والتربية.

مع  إطلالة الأسبوع القادم  تنتظر  الأسر  الكريمة والعوائل المباركة  نتائج  اختبارات  أولادها للفصل الدراسي الثالث  ؛  والفرح والسرور والسعادة الكبيرة  بالنتائج  المميزة والرائعة  والتفوق   وكذلك  انطلاق بداية  الإجازة الصيفية  للعام الدراسي  1446 هجرية  ، والذي  تراه الأسر والعوائل   طويلاً   ومليئاً   بالأحداث والوقائع الحياتية.
تأتي الإجازة  الصيفية  كالعادة  في حراك  وتنقلات كبيرة   للأسر  والعوائل الكريمة  بين  المدن  ذات  الأجواء  الجميلة الهادئة الطيبة،  وكذلك  السفر  للمدن  البحرية  الساحلية  والاستمتاع  بالأجواء  والأرجاء  الجميلة الهادئة .
تأتي  الإجازة الصيفية   ؛  والجميع  يتطلع  إلى  البرامج المعدة من هيئة  الترفيه،  والزيارات للأسواق  والمجمعات ودور  السينما والمعارض التراثية والأسواق الشعبية  الجميلة ، وقضاء الأوقات  في زيارة المرتفعات الجبلية  الجميلة الرائعة.
بعض الأسر  الكريمة والعوائل المباركة  تخطط  لقضاء الإجازة الصيفية  منذ  بدايتها  إلى  نهايتها  ، وتحدد  الأمكان التي  سوف  تسافر إليها  وتقضي  بعض  الأوقات  بها  ،  وكذلك  تحدد  بعض المناشط  التي  سوف تمارسها   أثناء  الإجازة الصيفية.
وبعضهم  يخطط   في تنفيذ  برنامج ترفيهي  جميل  ورائع   لكنه خارج المملكة  ويحاول  الانضباط  في ذلك  البرنامج  والاستفادة  من رحلته الترفيه  في الاستمتاع  والمرح والفرح  وربما  ممارسة  بعض الألعاب الرياضية   هناك .
بعض  الأسر الكريمة والعوائل المباركة   ربما  شغلها  بعض  أولادها  الذين  تخرجوا  للتو   من  المرحلة الثانوية  العامة  ،  فهم  يحرصون  على تسجيل أولادهم   بالجامعات والكليات  والتخصصات   أولاً !
فلا   معنى  للإجازة  الصيفية  لهذا  العام  دون   قبول  الأولاد   ودخولهم  لتلك  الجامعات والكليات  ،  فالآباء والأمهات والأسر  والعوائل  كاملة  مشغولة في مرحلة  القبول والتسجيل.
فترة  الإجازة الصيفية   فترة  زمنية  مهمة  للجميع  !  وخصوصاً  تلك البيوت  والمنازل التي  تكون   طول  العام  الدراسي  عبارة عن   مدارس لمراحل  مختلفة في التعليم   العام   وكذلك   التعليم  الجامعي  ؛  فالراحة والاستجمام  والترفيه واللهو   واللعب والمتعة  مطلب فطري إنساني ديني ودنيوي عظيم  لهم !
ولكي  تذوق  جميع  الأسر  الكريمة والعوائل المباركة  لذائذ  الإجازة الصيفية  وجمالها  ومتعتها   ؛ نقدم  لهم  هذه  الوصايا والتوجيهات  العامة :
أولاً: الاجتماع  واللقاء بجميع  أفراد الأسرة الكريمة والعائلة المحترمة والحديث  والنقاش  عن  قضاء  العطلة  الصيفية  ؛  والحديث عن الزمان والمكان  بالتحديد  ، والسماع  والاستماع  من  الجميع ، والتشجيع  على ذلك .
ثانياً: التخطيط  والتنظيم الجيد  للإجازة الصيفية  ؛ حتى  لو  كان  ذلك  التخطيط والتنظيم   بذكر  الأهداف والمقاصد والمحاور  العامة التي يجب أن تصاحب  اوقات الإجازة الصيفية.
ثالثاً: الحديث عن الميزانية المالية  المقترحة للإنفاق  والصرف  في أيام  العطلة الصيفية ؛  وتحديد   مقدار  الميزانية المالية   بدقة. وعدم  ترك هذا  المحور  مفتوحاً  أو  لميزانية  مفتوحة  !
رابعاً: توزيع المهام والمسؤوليات والأدوار  على جميع  أفراد الأسرة الكريمة والعائلة المحترمة  ؛ فليعرف  وليعلم  كل  فرد  دوره وعمله في أيام  العطلة الصيفية  وفي البرنامج  المنفذ.
خامساً: تذكير  أفراد الأسرة الكريمة والعائلة المحترمة  بالأهداف والمقاصد السامية  الجميلة  التي يجب أن نتعلمها ونحققها  في الإجازة  الصيفية بالإضافة إلى  المتعة  والترفيه!
سادساً: إذا  كان هناك    بعض  الأولاد  من البنين والبنات   لديهم تسجيل في الجامعات والكليات أو  برامج تدريبية  تطويرية  فعلى جميع الأسرة الكريمة والعائلة المحترمة أن يقفوا  معهم  في هذه  المرحلة  المهمة .
سابعاً: الأسر  الكريمة والعوائل المباركة  التي ترغب في السفر  وقضاء الإجازة الصيفية في الخارج  وهي  قادرة على ذلك مادياً ومعنوياً فعليهم إفادة أولادهم   وتعريفهم  وتعليمهم  وتثقيفهم من  هذه الإجازة المباركة.
ثامناً: التوسيع  المادي  قدرالمستطاع  على  الأهل والأولاد  في فترة العطلة الصيفية  ، وكذلك  تنويع المناشط والفعاليات وحضورها معهم .
تاسعاً: الاهتمام الكبير  بأوقات الإجازة الصيفية  وعدم  هدرها  في السهر  ليلاً  حتى  بزوغ  الفجر  والنوم   نهاراً  حتى  غروب  الشمس ؛ فهذا لون  من  ألوان  الضياع  والهدر  للأوقات  الغالية .والمحافظة فيها  على أوقات الصلوات  الخمس  ،  والمحافظة على تلاوة القرآن الكريم  والمحافظة على الأذكار  والجمعة والجماعة والقراءة والإطلاع  النافع .
عاشراً: الأصل الأصيل  في وقت المسلم والمؤمن والمحسن  أنه أنفس وأغلى  ما  لديه  ؛  فهو  حياته  وعمره ودنياه وفيه سعادته وشقاوته.
فالمتعة والترفيه والإفادة الطيبة الجميلة  من الإجازة الصيفية مطلب فطري إنساني ديني عظيم .
 فعن ابن عباس  رضي الله  تعالى عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لرجلٍ وهو يَعِظُه: ((اغْتَنِمْ خَمْسًا قبلَ خَمْسٍ: شبابَكَ قبلَ هَرَمِكَ، وصِحَّتَكَ قبلَ سَقَمِكَ، وغِناءكَ قبلَ فَقْرِكَ، وفَراغَكَ قبلَ شُغلِكَ، وحياتَكَ قبلَ موتِكَ))؛ أخرجه الحاكم في المستدرك.
قال  الشاعر الوزير  العباسي  أبو المظفر   يحيي بن هبيرة :
الوقتُ  أنفسُ  ما أعتنيتُ  بحفظه
    وأراهُ   أسهلُ  ما  عليك يضيعُ  !!

المصلح والمستشار الأسري

د. سالم بن رزيق بن عوض

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى