الشماتة

✍️ بقلم: إبراهيم النعمي
الشماتة
الشماتة هي أن تُظهر الفرح والسرور لمصيبة أو فتنة نزلت بإنسان، وهذا خلق مذموم يتنافى مع تعاليم الإسلام ومكارم الأخلاق. وكم من الناس في هذا الزمن يشمتون بإخوانهم المسلمين، إما بسبب الحسد أو الحقد الدفين الذي تملّك القلوب.
قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ}
(سورة الحجرات: 11)
الشماتة في حقيقتها لا تنفصل عن الحسد؛ فالحاسد يتمنى زوال النعمة عن غيره، وإذا حلت به مصيبة أظهر الشماتة. وهنا يجب علينا أن نحذر من هذا السلوك، وأن ندرك أن الله قد يأخذ من عبد شيئًا ليعطيه شيئًا أعظم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“لا تُظْهِرِ الشَّمَاتَةَ لِأَخِيكَ، فَيَرْحَمَهُ اللَّهُ وَيَبْتَلِيكَ”
(رواه الترمذي)
من الشماتة تولد النميمة، ومن النميمة تنشأ العداوات، لذا ينبغي تطهير القلب من الشماتة، الحسد، الغل، والحقد، والالتفات إلى مراقبة الله وكثرة الاستغفار. فالعاقل هو من يشغل نفسه بإصلاح عيوبه لا بمتابعة زلات غيره.
واعلم أن من انشغل بعيوب الناس زادت عيوبه وهو لا يدري، ومن تشمت بالناس اليوم قد يُشمَت به غدًا. وهذا من عدل الله؛ فالجزاء من جنس العمل.
كما أن الله يقسم الأرزاق، فهو أيضًا يقسم الابتلاءات، ليختبر صبر الناس وصدق إيمانهم. ولهذا، فإن الشماتة في المصائب هي اعتراض غير مباشر على حكمة الله.
قال موسى عليه السلام في دعائه:
{فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
وقيل للنبي أيوب عليه السلام:
ما أشد ما مرّ بك من بلائك؟
قال: شماتة الأعداء.
الشماتة من صفات المنافقين والكافرين، كما قال الله تعالى:
{إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا}
(سورة آل عمران: 120)
فلا ينبغي لنا أن نتصف بصفاتهم، بل نسعى للتراحم والتعاطف والتسامح، امتثالًا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
تذكّر دائمًا أن الأيام دول؛ يومٌ لك ويومٌ عليك. ومن شمت بغيره ابتلاه الله بما شمت به.
كما قال الشاعر الحكيم:
فقل للشامتين بنا أفيقوا
سيَلقى الشامتون كما لقينا
كاتب رأي