كُتاب الرأي

إياكِ“ أعني واسمعي يا جارة”

إياكِ“ أعني واسمعي يا جارة”

المثل العربي “إياكِ أعني واسمعي يا جارة ”من أشهر الأمثال التي توارثها العرب عبر العصور، وهو نموذج بارز لفن التورية والتلميح غير المباشر في الخطاب، حيث يُوجَّه الحديث إلى شخصٍ ما، بينما المقصود الحقيقي هو شخص آخر يسمع الكلام
أصل المثل : يروى أن رجلًا أراد أن يُعاتب زوجته أو يُوجه لها رسالة، لكنه خشي من رد فعلها المباشر، فاختار أن يُخاطب امرأة أخرى أمامها بكلام يُفهم منه المقصود الحقيقي. فقال لها:“إياكِ أعني واسمعي يا جارة”
أي أنني أوجه الكلام إليكِ، ولكن المقصودة هي جاريتي التي تسمع هذا الحديث
المعنى العام:  المثل يُستخدم للدلالة على الكلام غير المباشر، حين يُراد إيصال رسالة لشخص معين، دون مواجهته مباشرة، إما خجلًا، أو حرجًا، أو تحاشيًا للإحراج أو الصدام.
ويُقال أيضًا عند الرغبة في النصح أو التحذير أو النقد بطريقة ذكية، حيث يُوجَّه الكلام لغير المقصود شكليًا، لكن من يسمعه يدرك أن الرسالة موجهة إليه
الاستخدام البلاغي يُعد هذا المثل من الأمثلة التي تجسد بلاغة العرب في الإيجاز والإشارة دون تصريح. وهو يُستخدم كثيرًا في:الخطابات الأدبية والشعرية.المواقف الاجتماعية التي تحتاج إلى ذكاء في التعبير.السياسة والدبلوماسية، حيث يُرمى الكلام على “غير المقصود ”لتصل الرسالة إلى المعني الحقيقي.
نماذج من واقعنا قد نستخدم فيه هذا المثل كأسلوب تربوي في بيئة العمل، قد يُوجه المدير ملاحظة لأحد الموظفين على لسان زميله، ليجنب الإحراج.في التعليم، قد تستخدم المعلمة هذا الأسلوب لتوجيه سلوك لطالب دون ذكر اسمه.في العلاقات الاجتماعية، يُستعمل هذا المثل كثيرًا في التحذير أو التنبيه دون افتعال خصومة
أخيرًا “إياك أعني واسمعي يا جارة ”مثل يعكس دهاء العربي وبلاغته، إذ لا يحتاج إلى المواجهة الصريحة لينقل رسالته، بل يكتفي بالتلميح. الذكي. ورغم قِدم هذا المثل، فإنه ما زال حاضرًا بقوة في حياتنا اليومية، في البيوت والمؤسسات، وحتى في ساحات الإعلام والسياسة”.

   بقلم /أماني الزيدان

اماني سعد الزيدان

كاتبة رأي ورواية مسرحية ومشرفة على في ظلال المشهد المسرحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى