كُتاب الرأي

موقف الاتزان والثبات السعودي

 

موقف الاتزان والثبات السعودي

اشتعل فتيل الأزمة السياسية في منطقة الشرق الأوسط من جديد
حيث جاء التصعيد بين إسرائيل وإيران ليدق ناقوس الخطر في المنطقة، ودخولها طوراً بالغ الخطورة مع الاعتداء العسكري الذي نفذته إسرائيل على الأراضي الإيرانية، في خطوة تحمل في طياتها فتح أبواب الجحيم في الشرق الأوسط بأسره.
ومع أن التوتر بين الطرفين ليس جديداً، إلا أن هذا التصعيد العلني والمباشر ينذر بأننا أمام تحول نوعي في قواعد النزاع والاشتباك وتوازن الردع.

إنني نرى أن ما حدث ليس مجرد حادث عابر، بل هو تطور خطير يعكس غياب الإرادة الدولية الجادة في نزع فتيل الأزمات، وتراخي المجتمع الدولي ومجلس الأمن في تطبيق القانون الدولي ومبادئه.
ولا يخفى على أحد أن الحرب لم تكن يوماً حلاً، وأن الصراعات المسلحة – مهما بدا فيها أحد الأطراف أقوى – تترك وراءها دماراً يتجاوز ساحة المعركة إلى عمق المجتمعات، واقتصادات الدول، واستقرار الشعوب.
والمنطقة اليوم لا تحتمل مغامرات جديدة، ولا تجارب نارية على حساب دماء الأبرياء.
إن موقف المملكة العربية السعودية يأتي صوت للحكمة في وجه التصعيد، وفي خضم هذا التصعيد، جاء بيان وزارة الخارجية السعودية ليعكس موقف المملكة الثابت والحكيم، حيث عبّرت فيه عن:
• إدانتها لأي اعتداء يؤدي إلى تصعيد عسكري ويهدد استقرار المنطقة.
• رفضها التام لاستخدام القوة وخرق سيادة الدول، مهما كانت الذرائع.
• دعوتها جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب الانجرار نحو مواجهة شاملة.
• تشديدها على أهمية اللجوء إلى الحوار والحلول الدبلوماسية في معالجة الأزمات.
• تحذيرها من العواقب الوخيمة لهذا التصعيد، خاصة على المدنيين وأمن المنطقة ككل.
• دعوتها المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته ومنع تدهور الأوضاع بشكل أكبر.
إن هذا البيان يعيد التذكير بمبادئ المملكة التي طالما دعت إلى السلام الشامل، ورفض سياسة المحاور، والدفع نحو تسوية عادلة ومستدامة لكافة النزاعات في المنطقة

في ظل هذا المشهد المتأزم يأتي ،صوت العقل خافتاً، وصوت القوة هو الغالب. الدول الكبرى تتبادل البيانات، لكن لا أحد يتحرك بحزم لإيقاف هذا الانجراف نحو صراع إقليمي شامل. والمجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن، مطالب اليوم، لا غداً، باتخاذ موقف واضح وجاد، يوقف العبث بالاستقرار العالمي، ويمنع انزلاق المنطقة إلى فوضى لا يمكن التنبؤ بعواقبها.
ختاماً فالكارثة لن تستثني أحداً،
نقولها بوضوح: استمرار التصعيد بين إيران وإسرائيل لن يظل حبيس الحدود، ولن يكون محصوراً بين طرفين. إنه تهديد شامل، يستدعي تحركاً عاجلاً من كل العواصم المعنية بحفظ السلام،
والمنطقة اليوم لا تحتاج إلى الدخول في نفق مظلم من الحروب والدمار بل إلى إرادة سياسية حقيقية ومبادرات شجاعة كموقف المملكة العربية السعودية الذي يدعو للسلام في المنطقة، توقف هذه اللعبة المدمرة، وتعيد الاعتبار لصوت الحكمة والعقل.

د. عبد الرحمن الوعلان
معد برامج تلفزيونية وكاتب مسرحي

 

الدكتور عبدالرحمن الوعلان

كاتب رأي ومسرح ومعد برامج ومشرف في ظلال المشهد المسرحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى