من معالم العلا : المزحم أو مبرك الناقة
يقع المزحم بعد الحجر مباشرة للسائر نحو تبوك من العلا ، وهو عبارة عن مضيق بين جبلين عاليين ، وتمر به القوافل القديمة ، مثل قوافل البخور وقوافل رحلة الشتاء والصيف ، ورحلات الحج وذكر فريق الصحراء في كتاب درب الحج الشامي ص ٣٣٧ وما بعدها أن طوله ٣٠٠ متراً وعرضه ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم حين مر بالحجر أنه خطب جيشه عن قوم ثمود ومما قال ( لا تسألوا الآيات ، فقد سألها قوم صالح ، فقد كانت تصدر من هذا الفج ، وترد من هذا الفج ) وهذا دليل على كلامي عندما قلت بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسلك مع الحرة عند غزوة تبوك بل سلك المزحم ثم عاد مع قاع لالا ثم الجو.
وذكر الاستاذ عبدالعزيز السعيد في المصدر السابق كم كبير عن هذا الفج ومما نقل :
أن ابن شجاع الدمشقي ذكر أنهم يسلكون بمضيق وارتفاع وانحطاط ، موضع شبيه الباب العالي واسع واسمه باب ناقة صالح عليه السلام ، ثم مدائن ثمود)
وفي أرجوزة المشتاق :
في مبرك الناقة يا ما نظروا
من العجائب التي لا تحصروا
وذكره سيد كبريت سنة ١٠٤٠ه فقال :
ثم أتينا على المبرك ، وهو بين صخرتين عظيمتين ، كالمأزمين ، يمر من بينهما الركب، ويكون له ضجيج ، وزعموا أن صالحاً عليه السلام عقرت ناقته هناك. )
ومره داوتي ١٢٩٤ ه ١٨٧٧م وقال 🙁 يقوم الحجاج بإطلاق النار من بنادقهم والضجيج حتى لا تسمع إبلهم بكاء الناقة كما يزعمون )
وهذا عادة كان الحجاج يفعلونها لإعتقادهم بأن الناقة تبكي ، وإذا سمعت بكاءها الإبل فإنها لا تتحرك ، فيقومون بنحرها ،وهذه خرافة تنبه لها السويدي عام ١١٥٧ ه وقال 🙁 وهذا أمر مشهور بينهم ، والظاهر أنه لا أصل له ، وإنما أصله القديم أن رمل ذلك الموضع كثير متراكم ، ويغلب الظل والفي عليه ، فإذا وطئت الجمال ذلك الرمل تبرك كما هو عادتها في غيره ، فاحتالوا لها بذلك
والمزحم ممر للقوافل القديمة من قوافل البخور وقوافل قريش ورحلات الحج ، ويشقه اليوم طريق العلا تبوك ، وتعمل الهيية الملكية بالعلا على تطويره ، وعمل الدراسات حوله ، حيث أنه يعتبر من أبرز معالم العلا.
الكاتب محمد سعيد المرواني
المصادر :
١-رحلات الحج الشامي للأستاذ عبدالعزيز السعيد
٢- رحلة الشيخ علي الطنطاوي.
٣- رسوم العشاق في وادي القرى للكاتب.
