نبض اللغة في أسواق العرب
إنّي تذكّرتُ حيثُ المجدُ يَحْتَشِدُ
تَهيمُ أرواحُنا والعزُّ يتَّقِدُ
تاريخُنا فيكِ يا أسواقَنا عبَقٌ
من العروبةِ لا يُطوَى ولا يَبِدُ
ذاكَ عكاظٌ وفي العلياءِ رايتُهُ
وذو المجازِ إلى الأمجادِ مُستَنِدُ
هناكَ روحُ القصيدِ البكرِ قد وُلِدتْ
وفي الربى صَاغها الغَوّاصُ والنَّجِدُ
تَناشدَ القومُ في علياءِ مِنبَرِهم
فكانَ للشعرِ تاجٌ فيهِ مُنعَقِدُ
والسيفُ والخيلُ والأمجادُ شاهدةٌ
على البليغِ إذا قالوه أو وَعَدوا
تَهادَتِ الكَلِماتُ العُليا منابرُها
تُساجلُ الفِكرَ لا مالٌ ولا نَقِدُ
هناكَ تُحفَظُ أوزانُ البلاغَةِ في
صُدورِ قومٍ لهم في الفخرِ مُعتَمَدُ
حروفهم كالرُّبا في حُسنِها اتَّسَقَت
بالحسنِ بينَ لغاتِ الكون تنفردُ
فكم تصافَحَ فيها الحرفُ مُبتَهِجًا
كأنّهُ في رحابِ المجدِ مُتّحِدُ
فلو تهاوى اللسانُ اليومَ مُنكسراً
نقولُ:في خيمةِ الماضي لنا مَدَدُ
🖋️….د.دخيل الله الحارثي
