كُتاب الرأي

رحمات ربانية على جبل الرحمة

 

موضي عوده العمراني

رحمات ربانية على جبل الرحمة

في صمت مهيب وتحت شمس تغمر الأرض بنورها يقف الملايين على صعيد عرفات لا لشيء إلا طلباً لرحمة الله. هذا هو جبل الرحمة قلب يوم عرفة والمكان الذي تتنزل فيه الرحمات كالغيث على القلوب العطشى  والمذنبة والمنكسرة.

في هذا اليوم العظيم يقف الحجيج على أرض عرفات كأنهم في موقفٍ مصغّر من مواقف الآخرة حفاة عراة من الدنيا لا يملكون إلا دعاء ودمعة وقلوبا مشتاقة لمغفرة تمحو ذنوب العمر كله.

جبل الرحمة ليس اسما  فقط بل هو شاهد  على ملايين القلوب التي تابت وعلى آلاف الدموع التي سقطت في لحظة صدق وعلى دعوات ارتفعت بين السماء والأرض تنتظر القبول في هذا المكان تُجبر القلوب وتفتح  أبواب السماء ويباهي  الله ملائكته بعباده الواقفين في عرفة قائلا “انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ضاحين، أشهدكم أني قد غفرت لهم.”

إنه اليوم الذي قال عنه النبي ﷺ: “ما من يومٍ أكثر من أن يُعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة.”

فكيف بمن وقف على هذا الجبل ودعا وبكى وتطهّر من ذنوبه بقلب منكسر خاشع

يا من لم تُكتب لك حجة هذا العام لا تحزن.. ففضل هذا اليوم لم يُحصر في الوقوف فقط بل هو يومٌ مفتوحٌ لكل من أراد أن يقترب من الله بالصيام والدعاء والذكر والتوبة.

إنها رحماتٌ ربانية لا تخص الحجيج وحدهم بل تفيض على كل قلب متلهف لرضا الله.

فليكن يوم عرفة بداية نقية لحياتك يوم تُراجع فيه قلبك وتضع يديك على موطن الخلل وتقول: “يا رب ها أنا ذا أعود إليك فارزقني من رحمتك ما يحييني”.

كاتبة رأي

موضي العمراني

كاتبة رأي وإعلاميّة وشاعرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى