مسرحية الكاتب الحزين

مسرحية الكاتب الحزين
دراما نفسية / مونودراما / حوار ثنائي
المكان /غرفة أيمن ،غرفة بسيطة مكتب يحوى مذكراته ونافذة
الوقت: صباحا
الشخصيات / أيمن كاتب شاب حزين ينظر الدنيا بمنظار أسود
القلم :حكيم يرى أن الكاتب عليه أن يلون قلمه ،كي يقرأ له الجميع وان لا يقتصر على لونه الحزين
جلس أيمن كعادته على مكتبة ، يقلب دفتر رواياته ، ويمسكبقلمه ، كي يلون كلماته بسوداوية شعوره الحزين الممل ..
القلم : أرجوك كف عن الكتابة
أيمن : لمَ؟
القلم : مللت من حزنك
أيمن : اكتب عما اشعر به
القلم : قلبك حزين ، أليس للفرح سبيل ؟
أيمن : كيف لحزين مثلي أن يكتب عن الفرح!
القلم : لمَ هذا الحزن ياصاحبي ؟
أيمن : هي حياة فرضت عليّ
القلم : أيها الكتاب الحزين لن تجد من يواسي حزنك
أيمن : بل سأجد الدنيا مليئة بالمآسي ، هنالك الموجوعوالمحزون والفاقد أنسه
القلم : عزيزي اليائس الناس تكره الحزن ، وتحب الفرح ،وتميل لمن يدخل الأمل في قلوبهم
أيمن : الحزن حتمًا موجود
القلم : غير ما في داخلك ، يتغير كل شيء للأجمل
أيمن : لا يوجد ما اكتبه سوى الحزن
القلم يبتعد عن يد أيمن
أيمن : مابك ياصاحبي ؟
القلم : أنت تكسرني بحزنك !
أيمن : قل لي مالذي عليّ فعله ؟
القلم : هلا غيرت لون حبرك ؟أيمن : كيف بالله عليك ؟
القلم : هذا الأسود استبدل ليله بصباح مشرق
يفكر أيمن وينظر لنافذة غرفته
القلم : لا تفكر طويلًا، هناك ألوان الربيع باعثة في النفسالسرور
أيمن : وكيف أرى الربيع وعيناي لا ترى إلا السواد !القلم : افتح نافذة غرفتك وسترى السرور
يفتح أيمن النافذة وإذا بالعصافير تغرد، تطير بسعادةوسرور ، وصوت الماء يروى الأشجار المثمرة رونقًا وجمال ،وتلك الورود الملونة يتمايل غصنها فرحًا وعنبرا …وهناكعامل خلف أسوار المنزل يعمل وينشر الابتسامة في طريقالمارة به، وتلاميذ قادمون من المدرسة ينشدون لحنًا رائعًاكلحن المطر
(بعد التأمل اللطيف ، ينظر أيمن للقلم )
أيمن : فعلا أنت محق هناك جمال استعذب روحي المتعبة
القلم : لا تقف عند نافذتك ؛فيبكي منك المساء والقمر
أيمن : وماذا ايضا ؟
القلم : بل مد البصر لبعيد جدًا فهناك لوحة جمال للبشر
أيمن : هل أجد أجمل ؟
القلم : هناك رائحة المطر، وقطرات الندى ، وبلسم الروحوهدايا القدر
أيمن : شكرًا أيها القلم الوفي ، ففي الحياة متسع ، سأغيرمداد قلمي الأسود بأريج من لون الزهر، وأرسم الليل بنجميحلم كوكبه، لن أقف عند مساء وسمر،بل أجتاز جبال ذاتنخيل وشجر، أمزح من السماء بحرًا من الحروف والشعر .
تأليف مسرحي /أماني الزيدان