كُتاب الرأي

التفرد عنواني .. والمغامرة طريقي

 

سلامه محمد المالكي

التفرد عنواني .. والمغامرة طريقي

 

أنا امرأة متفردة… لأنني أحب التحدي والمغامرة

أنا لستُ امرأة عادية تمضي مع التيار، بل أنا امرأة اختارت أن تُبحر أحيانًا ضدّه، وأن تصنع لنفسها طريقًا حيث لا طريق. التفرّد ليس زينة أضعها أمام الناس، بل هو نبض في داخلي، وشغف يحرّكني كلما شعرت أن التحديات أمامي تكاد تستعصي.

أحب التحدي، لأنه يوقظ فيّ طاقات ربما لم أكن أعلم بوجودها. هو من يدفعني لتجاوز خوفي، ولصقل مهاراتي، ولأعيد تعريف حدودي في كل مرة. التحدي بالنسبة لي ليس عقبة، بل فرصة؛ إنه مرآتي التي أرى فيها قوتي حين أظن أنني ضعيفة.

والمغامرة؟ هي طريقتي في فهم الحياة. لا أبحث عن الراحة المطلقة، بل عن التجربة التي تعلّمني وتنضجني. المغامرة قد تكون قرارًا، فكرة، أو حتى طريقًا جديدًا لم أعتد عليه. وحين أختار المغامرة، فأنا أختار أن أعيش حقًا، لا أن أكتفي بالمشاهدة من بعيد.

في مجتمعات كثيرًا ما تُرسم للمرأة أدوار جاهزة، أنا أختار أن أكون الصوت الخارج عن النمط. لا لأجل الاختلاف فقط، بل لأني أؤمن أن في داخلي قدرة على التأثير، والإلهام، وصناعة التغيير.

أنا امرأة متفردة… لا لأنني أقارن نفسي بغيري، بل لأنني آمنت بأن التميز يكمن في أن أكون أنا، بكل قوتي، وبكل قراراتي، وبكل محاولاتي الناجحة والفاشلة. أنا أحب الحياة بكل تجلياتها، وأختار أن أكون جزءًا فاعلًا فيها، لا ظلًّا عابرًا.

أنا لا أقبل أن يُكتب لي دوري مسبقًا، ولا أسمح لحدود الآخرين أن تقيد فضاء أفكاري. التحدي بالنسبة لي ليس مجرد موقف أمام الصعوبات، بل هو فلسفة حياة أعيشها كل يوم، في قراراتي، وفي طموحي، وفي قدرتي على الوقوف من جديد بعد كل سقوط.

لقد تعلّمت أن المغامرة لا تعني الغرور أو الاندفاع، بل هي صوت داخلي يقول لي: تقدّمي، وجّهي البوصلة إلى المجهول، وثقي بأنك ستصلين. من لا يغامر لا يكتشف، ومن لا يتحدى لا يتغير.

أنا لا أهاب الفشل، لأنني أعلم أن كل تجربة تضيف إلى رصيدي نضجًا وفهمًا. قد أخطئ، لكنني لا أقبل أن أبقى حيث أخطأت. التفرّد ليس أن أكون كاملة، بل أن أكون حقيقية، صادقة مع ذاتي، ومتصالحة مع عيوبي قبل مزاياي.

وهذا التفرد لا يعني العزلة، بل هو مشاركة، وإلهام، وجرأة في أن أكون قدوة لغيري من النساء والفتيات، وأن أقول لكل واحدة: لكِ الحق أن تحلمي، أن تصعدي، وأن تخوضي طريقك بشجاعة.

أنا امرأة متفردة… لأنني كلما حاولت الحياة أن تضعني في قالب، كسرت القالب، وصغت لنفسي هوية خاصة. أنا التي أختار، أنا التي أقرر، وأنا التي أبني عالمي كما أحب.

كاتبة رأي

سلامة بنت محمد المالكي

كاتبة وإعلامية وشاعرة وقاصة ومؤلفة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى