كُتاب الرأي

لا تحلف من طريق. ولا تحلف من رفيق

بقلم ✍️ : حسين القفيلي

لا تحلف من طريق. ولا تحلف من رفيق

الأختلاف سنة الحياة وليس المشكلة أن تختلف مع شخص قد تصل في يوم من الأيام إلى حل لهذا الخلاف وإن عجزت الحلول فالواجب ومن

المروءة والنُبل أن تحفظ للإنسان قَدره حال الخِلاف معه، وأن تصون سِرّه، وتحمي ظهره، ولا تفجر بخصومته، وأن تُحَدِّد وتُحَيِّد الخلاف في محلّه، وهذه هي الأخلاق العربية والإسلامية النبيلة ولكن أين تكمن المشكلة وقت الخلاف ؟ إنها تكمن في هؤلاء الضعفاء الذين ركبوا موجة الخلاف وزادوا تلك الهوة إتساعاً دون ردمها بتقريب وجهات النظر والسعي بالصلح  وهو الأمر الذي أوصانا به الله عز وجل  قال الله تعالى: “فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ”هؤلاء المنتفعين من الخلافات لرغباتهم وأهوائهم الشخصية الجبناء  غير القادرين على المواجهة وإنما وجدوا في أحد الطرفين فرصة للنيل منه

بالنفاق لدى الطرف الآخر وتزييف الحقائق والوشاية وهي الخلق الذميم والسلوك المشين والذي يقطع الأواصر وينشر الفساد ويفرّق بين الناس  هذا الصنف من الناس أسوء من أهل المشكلة نفسها فالأختلاف كما أشرنا سنة كونية

وقد يكونوا في يوم من الأيام أكثر علاقة بعد هذا الخلاف وأكثر وضوحاً وتقارب وكما يقول عز وجل  (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) فأين ذهبوا من ركبوا موجة الخلاف ؟! وأين ذهبوا أهل الحياد والذي يكون في كثير من الأحيان حياداً ناقصاً وليس موقفًا أخلاقيًا بل غياب له إذ لا يمكن للإنسان أن يكون حياديًا بشكل مطلق؛ فهو يميل بطبعه لِجانب معين بناء على معتقداته وقيمه وفي نهاية  المطاف تأكد عزيزي القاريء إن المفاهيم والقناعات تتغير كما  يتغير الوقت وربما تعود المياة لمجاريها وكما يقول أحد الأمثال الشعبية ” لاتحلف من طريق. ولا تحلف من رفيق “

كاتب رأي

حسين محمد القفيلي

أديب وإعلامي و كاتب رأي وشاعر سعودى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى