كُتاب الرأي
(حماس والموساد )

محمد سعد الربيعي
(حماس والموساد )
إن المتمعن في احداث غزه ومنذ بداية طوفان الاقصى في السابع من اكتوبر 2023 م يتوصل وخاصة بعد تكشف تفاصيل هذه الغزوة الغير مباركة والتي أدت لتدمير هذا القطاع عن بكرة أبيه ! ناهيك عن الخسائر البشرية الجسيمة لأهل القطاع المكلومين ، أنه كان هناك وراء الأكمة ماوراها .. وهو الدور الإستخباري الإسرائيلي المحكم الذي هدفت منه القيادة اللوكيدية بقيادة رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو للوصول لهذه النتيجة التي نفذتها حماس لصالح حكومة اسرائيل اليمينية ، وبتنسيق استخباري اسرائيلي مع قيادة هذه الحركة بعلمها أوبدون علمها كما تكشف الآن في بعض التصريحات الإسرائيلية لبعض القيادات فيها والمعارضة لنتنياهو وحزبه الحاكم في اسرائيل حيث صرحت بأن نتنياهو كان على علم بغزوة طوفان الاقصى ! وأن لديه إحاطة كاملة عن ذلك الهجوم الحمساوي ، ونتائجه ، بل صرحت بعض الأصوات في اسرائيل أن نتنياهو كان على علم مسبق بالتنسيق في ذلك الهجوم الذي جرى مع حماس ، وكيفية تنفيذ هجومها على بعض المستوطنات الاسرائيلية في غلاف غزه ، وكذلك الدور القطري الغامض الذي لم يتكشف الى الان ! وماهي ردوده السياسية الايجابية لدولة قطر ومساهمتها في دعم حماس حتى أن وصل الأمر لما وصل له الآن ، وعما اذا كانت قطر عنصراً داعماً لخطة نتنياهو تلك ! ، ومساعداتها المالية التي كانت توزع لحماس في قطاع غزه وبإشراف استخباري اسرائيلي .
اذاً الأيام القادمة ستكون حبلى بالأخبار ، والمعلومات التي ستكشف كل الأدوار الدولية والمحلية في غزه ، من دور ايراني مورط ، ودور قطري داعم ، وتنسيق اسرائيلي في الهجوم ، أي غض الطرف والسماح لمجموعة حماس بالهجوم لتبدأ ردة الفعل الإسرائيلية المرسومة القوية في تدمير غزه ، واحتلالها ، والتمهيد للقضاء على كل مايؤدي الى اعتراف دولي بفسلطين كدولة مستقلة ذات سيادة وطنية في الاراضي المحتلة.
وما ستكشفه الأيام وخاصة بعد هلاك يحي السنوار ولحاق أخيه محمد به الذي وجد وهو وقيادته في أحد انفاق غزة متوفين ودون حراك أو مواجهة مع العدو الاسرائيلي ، بالطبع ستتكشف الكثير من المعلومات وعلاقة هذا الهجوم بالأطراف المرتبطة به ، وكيفية التخطيط له والداعمين ، سواء من قطر أو ايران ، والهدف من ذلك وهو ماوجد حسب بعض التسريبات الفلسطينية الحمساوية في انفاق يحي السنوار من مخاطبات تؤكد بأن الهدف الأساسي من طوفان الاقصى كان لإجهاض الدور السعودي في الاعتراف بدولة فلسطين ، واعتبار القدس الشرقية عاصمةً لها ، وهو ماكان يجري على قدم وساق مع البيت الابيض وحكومته السابقة، ولعل ذلك المسعى السعودي كان يتعارض مع سياسة كل تلك الأطراف ( اسرائيل – قطر – ايران) التي لاتريد أن تكون للسعودية اليد الطولى في المنطقة ، والشرق الاوسط بشكل عام ، وهو ماسيكون بمشيئة الله سواء رضيت تلك الاطراف ام بقيت على معارضتها.
لعلنا جميعاً نتذكر كيف تأسست هذه الحركة ( حماس) في غزه ، وللتذكير هنا فتأسيسها جاء على أيدي الموساد الاسرائيلية لتكون حجر عثرة ، وجهة معارضة قوية لابو عمار وحركة فتح ، وقد ربتها اسرائيل وكبرتها لهذا اليوم الذي أرادت فيه اسرائيل تدمير فلسطين وقضيتها ، وإعادة احتلال غزه ، وربما الضفة وطرد الفلسطينيين من ما بقي من أراضيهم .
في ظل هذا الوضع الخطير ، وإختفاء كل قيادات حماس أو من بقي منهم كخالد مشعل وموسى مرزوق واسامه حمدان وخليل الحية وغيرهم ، وهم من المؤكد يعرفون كل شيء عن طوفان الأقصى وترتيباته وعمالته ، بل هم من إقتسموا أو كانو يقتسمون الودائع المحرمة القطرية التي كانت توزع عليهم ، وتضاف لأرصدتهم البنكية في قطر وتركيا ، وربما في ايران ! وهنية الهالك في طهران ليس ببعيد عن ذلك حيث تسربت معلومات عن حجز تركيا لأرصدته التي تجاوزت ملياري دولار أو أكثر أو أقل قليلا ، حسب ماتناقلته بعض وسائل الاعلام عند محاولة تقسيم تركته تلك في البنوك التركية لأبنائه!
وكخاتمة وكتحليل لما يدور في الوسط السياسي الإسرائيلي من محاولات لإدانة نتنياهو أو إسقاط حكومته فإن ذلك ماهو الا ذر رماد في العيون ، وهي لعبة إسرائيلية قذرة يتوقع منها الغرب الداعمين لهذا الكيان المحتل أن ذلك هو تقاسم للسلطة ، بينما الأمر الواقع هو فرض الأمر الواقع في اسرائيل وتمرير كل خطط رئيس الوزراء الاسرائيلي( نتنياهو) في تدمير فلسطين وأهلها في ظل هذا الوضع الضعيف للسلطة ، والإنقسام الذي يواجه المحور العربي المهتم بحل القضية الفلسطينية ( المملكة ودول الخليج ومصر والاردن) .
إن نتنياهو يشعر بالفخر ، لما وصل له الحال في غزه والضفة بشكل عام ، ولسياسته التي يتخذها في التعامل مع هذا الموقف محلياً ودولياً ، ويرى أنه حقق كل أهدافه أو اغلبها ، وهو سيبقى في السلطة حتى ان يعيد احتلال غزه ، وربما الضفة كما اشرت ، وسيكون بطلاً في أعين الإسرائيليين ، ومايحدث من المعارضة في اسرائيل لايشكل لدى نتنياهو أية خطورة ، بل هو تقاسم للأدوار في اسرائيل التي لاتريد السلام الذي ينادي به الجانب العربي،،،