كُتاب الرأي

مرحبا بضيوف الرحمن

عبدالله بن سالم المالكي

مرحبا بضيوف الرحمن

 

جهود جبارة تبذل سنوياً لخدمة ضيوف الرحمن دون كلل أو ملل من جميع الجهات المشاركة في القطاعين العام والخاص والمؤسسات غير الربحية لتوفير أقصى درجات الأمن والأمان والراحة والإطمئنان لضيوف الرحمن ونسأل الله أن يكلل جهود القائمين عليها بالنجاح وأن يتقبل من الحجاج حجهم وسائر أعمالهم وأن يردهم الى أهلهم وذويهم سالمين غانمين .

وفي الوقت الذي نؤكد فيه تميز حج هذا العام بإذن الله نؤكد على أهمية الإلتزام بالتعليمات المنظمة للحج ومنها ضرورة الحصول على تصريح الحج والحج عبر حملة حج رسمية مصرحة والحرص على التقيد بما يرد اليه من تعليمات تتعلق بالتفويج ليؤدي مناسكه بكل يسر وسهولة دون مضايقة لأحد أو إزعاج أحد فلا رفث ولا فسوق في الحج .

وسيتميز حج هذا العام بإذن الله لعدة أسباب يأتي في مقدمتها حرص الدولة رعاها الله ممثلة في ولاة الأمر حفظهم الله على تقييم الأداء بعد كل مناسبة ولاشك أن لجنة الحج المركزية تتولى هذا الملف بعناية فائقة وقبل أن ينتهي شهر ذو الحجة كل عام تنعقد لجنة الحج المركزية برئاسة سمو أمير منطقة مكة المكرمة لمناقشة الايجابيات والسلبيات والدروس المستفادة وترفع للجنة الحج العليا  لتدخل حيز التنفيذ قبل بداية موسم الحج القادم وهذا ما حصل فعلاً .

و تجدر الإشارة الى أنه ستتم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشكل أوسع من الأعوام الماضية حيث الاسورة الذكية والبطاقات الممغنطة والحافلات ذاتية القيادة وربوترات توزيع مياه زمزم وربوترات مكافحة الحشرات وتلطيف الأجواء داخل المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، أيضاً تم استحداث المرشد الآلي والشاشات التفاعلية لإرشاد الحاج والمعتمر والزائر .

و‏لو القينا نظرة سريعة على مشعر منى وما شمله من منشآت لسكن الحجاج وراحتهم وطرق لسيرهم راكبين وراجلين وقطار مشاعر وجسر جمرات متعدد الأدوار و مستشفيات متطورة وغيرها من الخدمات التي دفعت عليها الدولة المليارات وسخرت لها كافة الإمكانيات من أجل إقامة الحجاج في ذلك المشعر  مدة لا تتجاوز الخمسة أيام بسكينة واطمئنان دون فضلٍ من أحد أو مِنّةٍ على أحد.

كذلك الحرم الشريف وما شمله من توسعة لم يسبق لها مثيل وتطوير وربوترات وتجهيزات لوجستية وتلك هي غيض من فيض مما يقدم من خدمات ويحدث من تطويرات على مدار الساعة رغم إمتلاء الحرمين الشريفين بالمصلين والمعتمرين والزائرين على مدار العام .

أيضاً المسجد النبوي الشريف وما تم استحداثه من تجهيزات لراحة الزوار تفوق الوصف وتحتاج الى مجلدات، ولا ننسى قطار الحرمين وما يقدمه من خدمات جليلة لنقل الحاج والمعتمر بين مكة المكرمة والمدينة المنورة مروراً بمطار الملك عبدالعزيز الدولي  .

الجدير بالذكر أن حكومة خادم الحرمين الشريفين وجرياً على العادة السنوية تستضيف الاف الحجاج من ذوي الشهداء والمصابين في الكوارث والحروب من جميع دول العالم كما أن أي حاج أو معتمر يؤدي الفريضة لأول مرة تصدر تأشيرته لتلك الشعيرة بالمجان .

ايضاً لا بد من الإشارة الى الدور الانساني الذي يقوم به منسوبي كافة القطاعات الخدمية في مساعدة كبار السن والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة طمعاً فيما عند الله .

ختاماً هذه المناسبة العظيمة تستنفر فيها كآفة القطاعات الخدمية طاقتها ليس في المدينتين المقدستين والمشاعر المقدسة فقط بل في جميع منافذ المملكة شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وفق منظومة عمل تقنية محكمة متناغمة لم تغفل جانباً من جوانب جودة الحياة أو تحقيق الأمن والحرص على راحة ضيوف الرحمن ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة .

ولا نغفل دور المواطن السعودي الذي يلهج لسانه بالترحيب ووجهه بالبشاشة و قلبه بالدعاء لضيوف الرحمن بالحج المبرور والسعي المشكور و الذنب المغفور .

ولو أردنا استعراض كافة الجهود المقدمة لراحة الحجاج لأصبحت الحاجة ملحة الى مجلدات لكن كما قيل : ((يكفي من السوار ما أحاط بالمعصم )) ونؤكد أن الاستعداد للحج متميز بكل المقاييس على كافة الأصعدة.

كاتب رأي ومستشار أمني

عبدالله سالم المالكي

لواء.م - كاتب صحفي - مستشار أمني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى