نادي القصة
” حين تسلّل الحرف”

الكاتبة/زايده علي حقوي
” حين تسلّل الحرف”
في ليالٍ اعتادت فيها الهروب من صخب الذكرى، جلست على طرف السرير، تتأمل الفراغ الذي يزداد ضجيجًا كلما عمّ السكون.
بينما كان النوم يجافيها، والفكر يجاذبها يمنةً ويسرة،
أمسكت بزمام السطور، فإذا به يتسلّل بين نسيجها بسرعةٍ هائلة، فيصيب الذرّات كشرارةِ بركانٍ بدأ يتصاعد… أو كهزّةٍ أربكت هدوء الأرض.
أفاقت مرتبكةً، ونبضُها في تسارع!
ما هذا؟
ما الذي أصابها؟
فالتفتت إلى ذلك الطيف، يلوّح فوق الحرف، ويتقافز بين ثنايا الصمت،
ليُحدِث جلجلةً عذبة خالطت هواءها، بل التصقت بإحساسها…
في لحظةٍ حانية، أبهجت كل صفحاتها.
إنه الجمال!
لا، بل النسيم، شبيه الغيم…
وفجأة!
ضربت الريح نوافذ قلبها، فانتبهت!
ياااه، كم كان جميلاً…
ومنذ تلك اللحظة، أدركت أن بعض المشاعر لا تحتاج تفسيرًا، بل لحظة صدق بين القلب والحرف.