علاقات قيد التشكّل

سلطان عيد المرشدي
علاقات قيد التشكّل
اصبحت بلا روح ولا نكهة كمن يحتسي كوبا من الشاي خالياً من السكر او من يرتشف قهوته بعد عمل شاق دون تناول شيئاً من الكعك .
نمط مُمل اعتدنا عليه في الأونة الأخيرة اذهب متعة اجتماعاتنا ، ودق المسمار الأخير في نعش ترابُطنا الأسري ، غشي الصغير قبل الكبير ، والمرأة قبل الرجل ، نعم لازلنا نجتمع في منازلنا واحيانا نتكبد خسائر مالية لاستئجار الاستراحات والمنتجعات وفي بعض الاوقات نعاني مشاق السفر للقاء الأحبة ، يفد الجميع ويجتمعون ولكنه لقاء اجساد بلا ارواح ! فما أن تجتمع الاسرة والاقارب والاصدقاء مُصطحبين معهم اطفالهم والكل سعيد بمثل هذه اللقاءات الماتعة التي تزيد الترابط والاُلفة وصلة الرحم والدفء ، وما أن يمضي بعض الوقت في الترحيب والاستقبال وفي غفلة ودون شعور يتناول الاغلبية اجهزتهم الالكترونية ويبدأون في تصفحها ، فتغادر ارواحهم لعالمهم الخاص بهم الذي ادمنوه واعتادوه وفيه اناخوا مطاياهم وكأن على رؤوسهم الطير فلا يشعرون بمن حولهم .
ينظر قلة من الحاضرين وخاصة كبار السن إليهم يتمنون من ينصت إليهم ويحادثهم ولكن اغلب المتواجدين باتوا مُمسكين بهواتفهم حتى الاطفال انشغلوا باجهزتهم نعم هذه هي الحقيقة التي ينبغي أن يوقفها الجميع فما فايدة الحضور إذا ، وماذا استفاد الأبوين من الأبناء واحفادهم ؟
فعدم الانصات والاستماع للحاضرين والانشغال بالاجهزة يشعرهم بالاحتقار واللامبالاة ويوذي مشاعرهم مما يجعل العلاقة على المحك .
فكل شي في العلاقات بدأ يتأكل وينضب الاُلفة والحب ودفء المشاعر ومتعة الحديث وكل شي نعم كل شي .
تقول طبيبة علم النفس البريطانية جينافي براون : أنه كلما ازداد استخدام الهواتف خلال اللقاءات والتجمع مع الاصدقاء كلما قل الوقت الذي نقضيه معهم في الحديث والتواصل وهنا تكمن المشكلة .
ولو رجعنا لما قبل التقنية لوجدنا خير البرية عليه الصلاة والسلام قد سبق الجميع في توضيح اهمية الانصات والاستماع للأخرين واحترام حضورهم ومجلسهم فمما يروى عنه أنه رمى ذات يوم بخاتم كان يلبسه وقال : قد شغلني هذا عنكم انظر اليكم تارة وانظر إليه تارة آخرى .
يجب ضبط استخدام الهاتف المحمول في حياتنا بشكل إيجابي واحترام مشاعر الآخرين ومراعاة الذوق العام لأداب المجالس والاجتماعات خاصة الأسرية التي باتت تحتضر بسبب ادمان الناس استخدام اجهزتهم وعدم الاستمتاع بالجو الاسري وحديث الآخرين .
إن اللحظات التي نقضيها مع اسرتنا خاصة في حضور الوالدين لاتعوض ، فلنغلق هواتفنا ونستمتع بكل دقيقة تكفينا ضحكات الأم المبُهجة وابتسامة الأب ونظراته الحانية ، ومرح الاطفال وحديث الاخوة والاخوات المُمتع ، كلها عوامل تجعل اليوم ينقضي دون أن نشعر به فهل لنا بطريقة لايقاف عقارب الساعة لنبقى في عالم اشبه مايكون بالاحلام التي تجعلنا مُمطرين كالغيم ، يقول المفكر بيكنسفيلد الذي جسد مشاعرنا عندما نكون داخل اسرة حقيقية : قل ماشئت عن الشهرة وعن اقتحام الاخطار فإن كل امجاد العالم وكل حوادثه الخارقة للعادة لاتعادل ساعة واحدة من السعادة العائلية .
كاتب رأي
ابداع استاذ سلطان تذكر فتشكر على طرحك الراقي
شكرا لمروركم وتعقيبكم
ابداع أستاذ سلطان تذكر فتشكر على مثل هذا الطرح الراقي
رائع وجميل استاذي الفاضل
كلمات سطرت بماء الذهب .
حقآ اجتماعاتنا اصبحت الية فقط تدار بالهاتف المحمول .
يؤسفنا جميعآ إن يكون بيننا كبير سن لايحترم وجوده الصغير قبل الكبير لانشغالهم بهذا المحمول الذي جعلهم يشعرون بانهم في عالم غير عالمهم ..
لايستمتعون باجتماع الابناء والاحفاد .
افضل عند تواجدنا معهم ان يكون الهاتف المحمول غير مهم .
فاذا قطعنا هذه العاده سوف ننعم بحياة تسودها الالفه والمحبه وادخال السرور في نفوسهم .
كبار السن وجودهم بيننا بركة ونعمة وخير .
شكرا على مروركم وتعقيبكم ، فعلا نحتاج لضبط عقارب الساعة وتوزيع الوقت بما يناسب الزمان والمكان فهناك حقوق للوالدين والاقارب وقبل ذلك حق لله بالتفرغ لعبادته ومن ثم نستطيع استقطاع جزء من الوقت لاجهزتنا ولكن ليس على حساب اولوياتنا .