في ظلال المشهد المسرحي

سيناريو المسرح السعودي

سيناريو المسرح السعودي

الـسيناريـو المسـرحـي هـو وصـف تـفصيلي تسـلسلي مـكتوب لأحـداث مشهـد مسـرحـي حســب الــفكرة المســرحــية، بــما يــتناســب مــع مــكان الــعرض المســرحــي، ويــرى خــبراء المســــرح بــــأن الــــسيناريــــو مخــــططا يــــعطي تــــفاصــــيل عــــن المــــشاهــــد والــــشخصيات والمـواقـف ومـا إلـى ذلـك، والـفعل فـي الـسيناريـو يـقدم بـشكل تـرتـيبي يـتدرج مـه الـفكرة بـــدء مـــن الـــتقديـــم ثـــم الـــحبكة وصـــولا إلـــى الحـــلول والـــنهايـــة، ومـــا إلـــى ذلـــك، ويـــعد الــسيناريــو المســرحــي عــنص ًرا أســاســ ًيا فــي إنــتاج المســرحــية، فــهو يحــدد بــدقــة مــا يحــدث فــي المســرحــية، ويــوفــر ســطو ًرا لــلحوار لــكل شــخصية، ويــعطي نــظرة ثــاقــبة
لكيفية للمنتج والمخرج. ويـتضمن الـسيناريـو المسـرحـي فـي المشهـد المسـرحـي الـسعودي وصـف مـكان الـقصة وزمـــــانـــــها، ووصـــــف شـــــخصيات المســـــرحـــــية نـــــفسيا وجـــــسميا، وكـــــذلـــــك انـــــفعالاتـــــه واضـطرابـاتـه ودوافـعه، وأمـالـه وطـموحـاتـها ورغـباتـه، وحسـب مـعطيات المشهـد يـصنع كاتب السيناريو الحدث في تكوين حوارا بين شخصياته. والـتصور أو الـسيناريـو مـصطلح لا يـخص نـوعـاً مـن أنـواع المسـرح فـهو يـشير إلـى جـــميع أنـــواع الـــنصوص المســـرحـــية، ويـــكتب الـــتصور أو الـــسيناريـــو فـــي مـــشاهـــد يـــتضمن كـــل مشهـــد وصـــفاً لـــسياق المـــوقـــف وتـــصويـــرا حـــقيقيا للمشهـــد، وقـــد يـــكون الـحوار بـين الـشخصيات نـفسها، وقـد يـكون الـحوار بـين الـشخصية وذاتـه بـما يـجعل المـــشاهـــد يـــتفاعـــل مـــع الحـــدث المســـرحـــي، ويـــراعـــى فـــيه أيـــضا وقـــت حـــدوث المـــوقـــف المسـرحـي فـي الـيوم سـوا ًء كـان صـباحـاً أو ظهـراً أو لـيلاً، وحـالـة المـكان أثـناء المشهـد، وحالة الشخصيات في المشهد وحواراتها. ماذا يراعى في كتابة سيناريو المسرح؟ يـــختلف ســـيناريـــو بـــاخـــتلاف نـــوع المســـرحـــية، فمســـرح الـــطفل يـــختلف عـــن المســـرح التقليدي، وكذلك المسرح الملحمي وغيرها، لـكن يجـميعها تتفق عـلى الـعنايـة بـالـشخصية وصـفاتـها والامـها واحـزانـها وافـراحـها حتى شكلها الجسمي وحالتها النفسية،
وتتفق أيضا بحالة التفاعل إما وقوفا أو دخولا أو خروجا على خشبة المسرح. ويـــجب عـــلى كـــاتـــب الـــسيناريـــو أن يـــكون مـــلما كـــيف يـــصنع حـــوارا يـــوازي الـــسياق الاجـتماعـي والمـوقـف، وحـوارات الـرجـل والمـرأة والـشاب والـطفل، والـعامـل والمـهني مـن
غير الناطقين بلغة المجتمع، وعــليه أن يــراعــى فــي لــغته لــغة المــوقــف وطــبيعتها وطــريــقة نــطقها ســواء كــانــت لــغة مــعاصــرة أو لــهجة أو لــغة فــصيحة تجســدهــا شــخصيات المســرحــية فــي قــصة أدبــية كالمسرح الشعري والملاحم والقصص التاريخية. أيـــضا مـــما يـــحتاج إلـــيه كـــاتـــب الـــسيناريـــو أن يـــكون ذا مـــعرفـــة جـــيدة فـــي حـــوارات المــجتمعات ولــغتهم وعــباراتــهم ومــصطلحاتــهم فــي الــكلام، وثــقافــتهم الــحواريــة، ومــا يدرج في ثناء حواراتهم. وفـي نـظرة للمشهـد المسـرحـي الـسعودي، تـميز المسـرح الـسعودي فـي الأونـة الأخـيرة بـبروز الـعديـد مـن كـتاب الـسيناريـو وصـناعـه المـبدعـون، ونـفذت هـيئة المسـرح والـفنون الأدائـية مجـموعـة مـن الـورش الـتدريـبية لـكتابـة الـسيناريـو، ونـشاهـد هـنا وهـناك هـمة لكتاب وكاتبات السيناريو، وترحيبهم لابراز مقدرتهم في كتابة الحوار.

بقلم أ. أماني الزيدان

 

 

اماني سعد الزيدان

كاتبة رأي ورواية مسرحية ومشرفة على في ظلال المشهد المسرحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى