كُتاب الرأي
ما بين المرآة وأعين الناس

ما بين المرآة وأعين الناس
ليست المشكلة أن الناس يختلفون عليك بل أن تبدأ أنت في الاختلاف عن نفسك فقط لتناسبهم. أن تنظر في المرآة يومًا فلا ترى انعكاسك بل نسخة مشوهة صنعها إرضاء الآخرين. كم مرة خنقتَ ما تحب وما تشعر وما تريده فقط لأن صوتًا في الخارج قال لك هذا ليس مناسبًا لك؟
الحرية الحقيقية لا تبدأ حين تخرج من بيتك بل حين تخرج من خوفك. حين تقف بثبات أمام المرايا المكسورة التي يحاول البعض أن يريك نفسك من خلالها وتقول أنا أرى نفسي بوضوح ولن أستبدلها برضا أحد .
أن تكون كما تشاء هو خيار صعب لأنه يعني أن تخسر تصفيق الجموع أحيانًا وتواجه أسئلة الآخرين التي لا تنتهي لماذا؟ كيف؟ ومن تظن نفسك؟ لكن في المقابل تكسب أعمق شعور قد يعرفه الإنسان السلام مع الذات.
من اختار أن يكون كما أراد لا كما أُريد له قد يتأخر في الوصول لكنه يصل بثبات وبقلب ممتلئ. لأن الطريق
الذي نرسمه بأنفسنا حتى وإن كان أطول فإنه يوصلنا إلى مكان يليق بنا… لا بمقاييس غيرنا.
ليس كل من أحبك فهمك وليس كل من نصحك أصاب. وحدك من يعرف ماذا يعني أن تعيش على سجيتك وتفكر بطريقتك وتُحب كما أنت لا كما يُتوقع منك.
فلا تصدق كل ما يُقال ولا تضع قلبك في مكان لا يُشبهه. عش كما تشاء ولو وحيدًا. فالصدق مع الذات لا يُقدّر بثمن.