كُتاب الرأي

متى يعود التميز الإعلامي في المدينة؟

بقلم د. عبد الرحمن الوعلان

متى يعود التميز الإعلامي في المدينة؟

أول شروق لشمس الحضارة في العصر الحديث كان في المدينة المنور، حيث دخلت الكهرباء إلى السعودية عام من خلال المسجد النبوي الشريف، ليكون أول مكان في السعودية يضاء بالكهرباء وصاحب ذلك التقدم ظهور ملامح المشهد الإعلامي بإصدار صحيفة الرقيب وصحيفة (المدينة المنورة) الأولى.

عندما قلت إن أول جوانب الحضارة ظهرت في المدينة المنورة، كأنني اهمس في أذن اعلاميو المدينة هذا اليوم؟ أين أنتم؟ أليس من الأولى بالاعلام أن يواصل عطاؤه، أن ينطلق من أرض إعلامية كانت تثمر كما تثمر نخيلها وتزهر ريحاينها وورودها؟!!   أين أنتم إعلاميو المدينة؟ أين البرامج الإعلامية والثقافية؟ أين الدراما؟ أين الاعمال السينمائية؟ أين مسابقاتكم وأناشيدكم؟ أين أطفالكم المتميزين صوتا وأداء؟ أين فرققكم الموسيقية؟ أين الألحان الشذية في صباحات التلفزيون؟ عل غابت شمس الاعلام؟ هل انتهى زمن الابداع لديكم؟

أنا أقف هنا منبهرا في ظل النهضة التي نعيشها والرؤى والأمال والطموحات، فجميع الجهات الإعلامية تتنافس في المحافل الاعلامية ومنصات التتويج بوزراة الثقافة وهيئة الترفيه والمهرجانات والفنون والمسرح وصناع السينما والدراما والقنوات والمحطات الفضائية، وأقف هناك متحسرا لما يمتلكه المجتمع المدني من زخم هائل من الإعلاميين في مختلف مجالات الإعلام والاتصال “المرئية، والسمعيّة، والمقروءة

وهنا أيضا أتوقف قليلا لا على طرف وادي العقيق ولا على مشارف مزارع العالية ولا على ربى قباء ولا بين غابات العيون، بل على طرف مقالي الي يئن حزنا على الهدوء والسكون ولحظات الغروب في الإنتاج الإعلامي بالمدينة!

سؤال هل اندثر نجم الموهبة الإعلامية في المدينة؟ ألا يوجد هناك كتاب ومثقفون ومعدون ومبدعون؟!!! أين هم؟

أين أنتم؟ عندما كانت الاعلام بالمدينة في مقدمة المحطات الإعلامية، ويقدم مواد إعلامية متميزة، وينتج كفاءات وطاقات إعلامية في المحطات الأخرى.

أين أنتم الـآن؟ لا تقل إننا عملنا جمعيات متخصصة في الاعلام، ولا تقل إن لدينا مشاهير في برامج التواصل الاجتماعي يقدمون عملا إعلاميا متميزا، كل ذلك لا شيء ويظل تحت سقف الجهود الفردية التي ينقصها العمل المؤسسي والتخطيط الإعلامي الجيد!هل لكم حضور في مهرجانات السينما والأفلام والمسرح؟! هل انتهى فن القصة لديك؟!

عندما نكرر بأن المدينة منارة إعلامية أتذكر توجعا للاعلامي والصحفي القدير الأستاذ محمد الفريدي رئيس صحيفة أخبار الأرض الالكترونية:كانت منارة سبّاقة في صناعة الكلمة والصورة، وأشرتَ بصدق إلى واقعٍ مؤلم نراه اليوم في غياب الحضور المؤسسي، وتراجع الأداء المهني، واعتماد المشهد على جهود فردية لا تكفي لصناعة إعلام بحجم المدينة وتاريخها” كانقوله اضاءة حقيقية للتاريخ الإعلامي للمدينة وتوصية بمواصلة العمل الإعلامي.

وتذكرت عهدا جميلا لمدير محطة تلفزيون المدينة الأستاذ الفاضل” سعد العوفي” وعملت باعداد البرامج الإعلامية الثقافية في تلفزيون المدينة، قال لي ذات مرة: ” مكتبي وبيتي وبابي مهيأة لأبناء المدينة استقبل أي عمل اعلامي، واستقطب الكفاءات الإعلامية، وكل عمل يقدم لي أعمل على تطويره مباشرة، ليظهرعلى شاشة التلفزيون، وقد كان قولا وفعلا..”

ذلك هو الإعلامي الذي يستشرف النجاح، ويقدم نموذجا للعمل الإعلامي بجودة عالية، ويسارع في مجد الوطن إعلاميا، بخلاف ما نراه من صمت مطبق للمؤسسات الإعلامية، ومحدودية في المبادرات الإعلامية بالتغطيات الدعائية والمناسبات وأحوال الطقس.!

أخيرا أدعو وزارة الاعلام إلى تنمية القدرات والكفاءات للعمل الإعلامي الجديد، واستقطاب الإعلاميين من ذوي الخبرة والاستفادة منهم في اعداد البرامج الإعلامية، وتوجيه المثقفين للمشاركة الحقيقية الملموسة في القنوات الإعلامية.

ولنصحح معا مسار الاعلام لمواكبة النهضة الحديثة، ولنكون لبنة في مشروع البناء الإعلامي الذي نطمحلهم جميعنا.

والجدير بالإشارة أن سمو أمير منطقة المدينة المنورة يهتم بالمجال الإعلامي ودائم الدعم لهم من خلال التكريم المستمر لهم لتعزيز حركة النشاط الإعلامي في المنطقة والتنفيذ المهني الجيد، لإحداث نقلة نوعية للساحة الإعلامية في المدينة وحراكًا إعلاميًا ممتدا للتميز السابق، متوافقا مع أهداف الإعلام الجديد وفق رؤية 2030 .

            (معد برامج تلفزيونية/ وكاتب صحفي)

 

 

الدكتور عبدالرحمن الوعلان

كاتب رأي ومسرح ومعد برامج ومشرف في ظلال المشهد المسرحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
الذهاب إلى الواتساب
1
م حبا أنا سكرتير رئيس التحرير
مرحبًا أنا سكرتير رئيس التحرير وأنا هنا لمساعدتك.