بينالي جدة للفن الأسلامي
( كلمة بينالي تعني عامين باللغة الإيطالية و تطلق على المعارض الفنية الضخمة لأنتجهيزها يتطلب سنتين من العمل يُعرض فيها أعمال لفنانين من جميع الحٌقب و تقدموجهات نظر متجددة لمختلف أنواع الفنون (يوجد أكثر من ٣٠٠ بينالي حول العالم ) لذافهذا المعرض الفني يقام في كل عامين في احد المدن ، أول بداياته في المملكة فيالدرعية و تلاها جدة ( ٢٠٢٣/١/٢٣ – ٢٠٢٣/٥/٢٣)و هذا العام هو الموسم الثاني المقامفي جدة( ٢٠٢٥/١/٢٥ —٢٠٢٥/٣/٢٥ )
، التميز يبدأ في اختيار المكان و الزمان توقيت المعرض في أجمل أيام السنة في جدةمابين آخر الشتاء و اوئل الربيع ، و المكان في صالة الحجاج الغربية في جدة و التي تعتبرنقطة وصل بين الحجاج القادمين و مكة المكرمة .
بينالي مركز إبداعي ثقافي فني تاريخي ، إلقي عليه أي من أوصاف الجمال تشاء فهي لهعنوان و سمة ، حين تزور هذا المعرض تتلخص لك الرؤية في كل أبداعها و أبعادها ،
فالقائمين عليه من وزارة الثقافة وهيئة التراث العالمي تتنافس كيف يكون تقديمالجمال و الإبداع ، اختيار الكفاءات من شباب و فتيات سفراء المملكة إلى العالمللتعريف بأركان المعرض و المحافظة على مقتنياته، التفاصيل الصغيرة في إظهار المكان بإجمل مافيه .حين تعبر من خلال بوابة الاستقبال تجد الشاب السعودي فياستقبالك ترحيبٌ فتي عذب باسم مشرق و إجادة للغات العالم ،في كل مفرق هناك منينتظرك لمساعدتك و في كل زواية هناك وجه باسم لفتاة تخبرك عن ملامح المكان .
قبل أن تبدأ الزيارة باستطاعتك الحصول على رمز المكان ليتسنى لك الاستماع لشرحاللوحات الفنية البديعة دون الحاجة إلى مرشد بجوارك، و إن تعذر عليك الأمرفالموجود من المنظمين مستعد لشرح الفن المقدم ، شرح ممتاز لتاريخ العمل ، وعيبفكرة العمل المشاهد أمامك ، إرشاد للراغب في معرفة المزيد أين يجد الإجابة ،مقتنيات المعرض عصية على الاختصار و الاختزال ، المعرض يشمل خمس قاعات ( البداية ، المقتني ، المدار ، الساحة الخارجية ، المصلى ) هناك ايضاً حجرتان وإحدةباسم المكرمة تحكي عن مكة على مر الزمان تقف في وسطها ستارة باب الكعبة و فيلمسينمائي عن مكة قبل ٦٠٠ عام او اكثر ، الحجرة الثانية باسم المنورة تجد بها ستائرالحجرة الشريفة من أيام الدولة العثمانية( على الجدار تجد كلمة مكتوبة [و ما بينهما] كإنها تقول و ما بين المدينتين مشى سيد الخلق ) ، من الأبداع الجميل في الأعمالالمعروضة عمل مقدم من السجاد القديم يحكي عن حركات الركوع و السجود والجلوس في الصلاة ، مصحف زجاجي مكون من ٦٠٤ لوح زجاجي رقيق كتبت عليه اياتالمصحف الشريف بالذهب بخط الخطاط السعودي عثمان طه ، عرض لملابس الحربو السلاطين في الدولة العثمانية و الأموية ، خريطة قديمة لمنبع نهري دجلة و الفرات وخريطة لنهر النيل من منبعه إلى مصبه و تلك الخرائط كأنها مخطوطات تشرح كلالقرى والأماكن التي تمر بها هذه الأنهار ، عمل بوابات ناعمة يُجسد روح المجتمع وتلاحمه بجمال بصري مؤثر ( أعمدة مغطاة بقماش لامع ألوان مختلفة يربط بينها حبالمن ود )
في الساحة الخارجية هناك أعمال حديثة بديعة لها بُعد إنساني و إسلامي ( عمل يصور سفينة نوح ، عمل بعنوان تنظيف استخدمت فيه فنانة سعودية مكانس الحرم لتقول أن تنظيف الحرم ليس للأرض فقط بل هو تنظيف من الاثام و الذنوب و الاحزان ، عمل يحكي عن طريق عين زبيدة ) أعمال إبداعية مميزة لايستطيع القلم الكتابة عنها هي هناك لتُعاش و تستشعر معها الاحساس بالفن و السمو في المعاني .
لمن لم يتسنى له الذهاب إلى بينالي جدة للفنون الإسلامية ، ما زال هناك ٢٤ يوم قبل إغلاقه .
مزار يستحق أن يُزار أكثر من مرة فرادى أو جماعات ..
هناك أيضاً تستطيع الاستمتاع بفنجان من القهوة و أنت في وسط حديقة من فن الإبداع و بين صفحات من زمن ٍ قديم .
رسالة الرؤية في بينالي جدة ( نحن نصل إلى العالم) و كما قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ( نريد للملكة ان تكون أكثر ازدهاراً في كل المجالات ) .
( مررت ببينالي و سأعود )
