مسرح الرؤية

بقلم خامسه ال فرحان
مسرح الرؤية
هو ذلك الفضاء الذي يضع الحياة بين قوسين. يستحضر الماضي ويعبر عن الحاضر ويبشر بالغد. هو فلسفة الحياة تتجسد على هيئة صور حركية حية.
في التأملات الديكارتية ،يضع رينيه ديكارت مسألة جدلية موضع الشك والتأمل ويحللها من جميع جوانبها ليصل إلى إثبات لا شك فيه للفرضية وكذا المسرح. يضع فيه الكاتب فكرة معينة. يتناولها بالتحليل الحركي الملموس ليصل إلى حل أو نهاية او حتى بداية معينة. فهل المسرح انعكاس للمجتمع ام انه يصبغ المجتمع بتاملاته المتقابله بين قوسيه؟هل هو ماض ام حاضر ام بداية؟
في الاونة الاخيرة ظهر لدينا مسرح السعودية الذي جاء موازيا لمسرح مصر ومقتبسا عنه .وهو مسرح يهدف إلى بناء قاعدة جماهيرية مسرحية وتصدير وجوه جديدة تمثل المجتمع السعودي الحديث. مسرح يعتمد على كوميديا الفارس ساعة وكوميديا الاخطاء ساعة أخرى. وهي انواع من الكوميديا تهدف إلى اضحاك المشاهد بالدرجة الأولى. هذا النوع من المسرحيات هو النوع الدارج وهو الذي يجذب الجمهور إلى المسارح بلزماته وعباراته التي تعلق٠ في الاذهان لتشكل لغة العصر . هو بلاشك مسرح ذو تأثير خاص على النشيء المتعطش للترفيه والفكاهة.
وفي النوع الثاني من العروض المسرحية التي تقدم في المملكة ،المسرحيات الجادة كتلك التي يكتبها الاستاذ فهد ردة الحارثي والاستاذ ابراهيم الدوسري والاستاذ صالح زمانان وغيرهم من المبدعين. وهي نوع أعمق من المسرح وله جمهورة الخاص. جمهور نخبوي له ثقافة خاصة لكنها متنحية.
اما بالنسبة للمسرح المدرسي فهو يشهد ازدهارا منقطع النظير تحت مظلة هيئة المسرح والفنون الأدائية وبالتعاون مع وزارة التعليم. هذا المسرح يبشر بثورة مسرحية اجتماعية هي مجتمع الغد الواع المشرق.
المسرح _أبو الفنون _لم يعد مجرد مرآة للمجتمع . ذلك الفن العميق هو صانع الاثر وما يوضع بين جنباته باختلاف تصنيفاته هو تأمل بين قوسين ومابين القوسين هو مجتمع الغد الواعد . ومما لا جدل فيه بان المسرح سيسهم بعمق في بناء جيل الغد. جيل الرؤية.
كاتبة ومسرحية وسيناريست