نادي القصة

الحنين تحت وقع عزف المطر

مريم الشكيلية

الحنين تحت وقع عزف المطر

المطر يا سيدي يذكرني بالفرح المنقوص والغياب المترف بالحنين وأشعر أنه يعزف لحن تابوتي عندما يستمر بالهطول لساعات طويلة .. كما وتشعرني الشتاءات برماد خامد تحت حرائق قصائدي وإنني أسير حافية الكلمات كلما تلبست تفاصيله وحاولت أقف دون إرتعاشة حرف ونبض…
المطر يا سيد الأرقام يقسمني نصفين ويجعل مني إمرأة مؤثثة بالبكاء ويتركني بعدها ممددة على أسرة الوهم وشراشف الحلم المفقود…

من الطبيعي أن أكون هادئة الآن على غير عادي لأنني في حضرت الرذاذ الماطر تسكنني كل لغات العالم أرفع قبعة قلمي لأكتب لك كل هذا الشعور الذي يعتريني الآن ويجعل مني إمرأة في الخمسين من عمري….

أتعلم إنني الآن أزيد معدل هطول الأمطار ببكائي ولا أعلم لما تداهمني موجة البكاء أتعلم إن هذه الأجواء تجعلني هشة وكأنني أطفو فوق سطح حرف وتعلم إنني الآن تمنيت لو إنني أتحدث إليك بصوتي بلا سطور صماء لأنني كما وصفتني يوماً إنني أنثى تزهر بالأحاديث الطفولية….

هنا تزورني الطيور خلسة تنقر على نافذتي كل صباح كأنها تتعمد إيقاضي أتقاسم معها فتات رغيف خبز أما المطر في هذه الفترة من السنة يكون أكثر شدة وأكثر غزارة حتى إنني تمكنت من أرسله إليك مع صوت الهاتف كأنني أرسل إليك غضبه لا صوته…

كأنني أراك الآن وأنت تقرأ سطري وتقول رغم هذا البرد إلا إنك وكما كنتي مبهجة بالحديث كأنك تشبهين المطر…

كاتبة رأي وقاصة – سلطنة عُمان

 

مريم الشكيلية

كاتبة رأي وقاصة عمانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى