الهروب إلى الجحيم

بقلم: سويعد محمد موسى الصبحي
الهروب إلى الجحيم
في عالم يموج بالتحديات قد يعتقد البعض أن الخلاص يكمن في الرحيل.
يظنون أن الهجرة إلى بلادٍ أخرى ستحمل لهم مفاتيح الأمل وتفتح لهم أبواب النجاح والراحة.
لكن ما لا يدركه كثيرون أن الهروب قد لا يكون إلا بوابة إلى جحيم لا مفر منه.
حين يتحول الحلم إلى وهم
سعت إحدى العائلات للهجرة معتقدة أن في الخارج فرصًا أوسع وحياة أرقى.
كانت تطمح لمستقبل أفضل لأبنائها وتعليم متطور ورعاية صحية شاملة.
لكنها وما إن وطئت أقدامها الأرض الجديدة حتى اصطدمت بواقع قاسٍ لم يكن في الحسبان.
الغربة لم تكن كما رُسمت في الخيال.
لا دفء ولا أمان ولا حتى استقرار نفسي.
بل وجدت العائلة نفسها في بيئة غريبة ثقافيًا واجتماعيًا وبدأت رحلة الانحدار.
الطريق المظلم
مع ضغوط الحياة وتحديات الاندماج بدأ الانهيار انجرف بعض أفراد العائلة نحو صحبة السوء واختاروا طريق الإدمان هروبًا من الألم.
ضاعت البوصلة وتراكمت الأزمات حتى بات الخلاص بعيد المنال.
الإدمان لم يكن سوى نتيجة طبيعية لضياع الهوية وانعدام الانتماء وغياب الدعم الأسري والمجتمعي الذي لطالما كان حائط الصد في الوطن.
العودة إلى الأصل
بعد سنوات من المعاناة أدركت العائلة أن الحل لم يكن في الرحيل بل في العودة.
الوطن رغم كل التحديات يظل الحضن الدافئ والمكان الذي تتوفر فيه سبل الدعم من مؤسسات الدولة وبرامج التأهيل والمجتمع المتماسك.
رسالة يجب أن تُفهم
الهروب من الوطن ليس حلاً بل قد يكون بداية لمأساة.
التغيير يبدأ من الداخل والعمل الجاد والتخطيط السليم داخل أرض الوطن هو السبيل الحقيقي لصناعة المستقبل.
ولعل أهم ما يحتاجه الإنسان في لحظات الضعف هو التمسك بالقيم، والانتماء والثقة بأن الوطن هو الملاذ الآمن الذي لا يعوض.
الخاتمة
دعونا ندرك أن الحلول لا تُستورد بل تُبنى.
وأن الوطن ليس مجرد مكان بل هو هوية وانتماء ومسؤولية.
الهروب لا يصنع مستقبلاً وإنما المواجهة والعمل والإصرار على النجاح من داخل الوطن هي السبيل إلى حياة كريمة ومستقرة.