أسرار السعادة: عندما نركّز على النِعم

سويعد الصبحي
أسرار السعادة: عندما نركّز على النِعم
في زحمة الحياة ومع تتابع المسؤوليات والمواقف الصعبة قد نجد أنفسنا محاصرين بالمشاكل غارقين في التفكير بما لا نملكه أو بما فقدناه.
ومع الوقت تتسلل مشاعر الحزن والقلق إلى داخلنا فنشعر بثقل الحياة وتبهت الألوان من حولنا.
لكن الحقيقة أن هناك سرًا بسيطًا ومهمًا من أسرار السعادة ربما نغفل عنه كثيرًا رغم قربه الشديد منا وهو: التركيز على النِعم.
تذكّر ما تملكه لا ما تفتقده
السعادة لا تعني غياب التحديات بل تعني أن نملك نظرة مختلفة للحياة.
عندما نختار أن نركّز على النِعم تتغير مشاعرنا.
نبدأ برؤية الجوانب الإيجابية ونشعر بشيء من الرضا الداخلي لأننا ندرك أننا نملك الكثير مما يستحق الامتنان.
أمثلة على نِعم قد نغفل عنها:
•الصحة: أن تتحرك تتنفس وتفكر وتقوم بأبسط الأمور دون ألم… هذه نعمة عظيمة.
•العلاقات: وجود شخص واحد فقط يحبك أو يهتم بك هو مكسب كبير في هذا العالم.
•الفرص: فرصة للتعلم للعمل أو حتى للمحاولة من جديد… كلها نوافذ أمل.
•الأشياء البسيطة: نسمة باردة فنجان قهوة غروب جميل أو لحظة صمت في يوم مزدحم.
كل هذه ليست تفاصيل عابرة بل هي وقود داخلي إن تأملناه بعين الامتنان.
اجعل النِعم تسبق الهموم
من الطبيعي أن نواجه مشاكل وصعوبات لكنها لا يجب أن تكون محور حياتنا.
قبل أن نستسلم للتفكير في ما ينقصنا أو يؤلمنا دعونا نُدرّب أنفسنا على تذكّر النِعم أولًا.
هذا التمرين الذهني البسيط له تأثير نفسي عميق:
•الامتنان يخلق شعورًا بالوفرة لا بالنقص.
•الرضا يقلل من القلق والتوتر الناتج عن المقارنات أو الطموحات الزائدة.
•السكينة تملأ قلوبنا حين نعلم أن بين أيدينا ما يستحق التقدير.
كيف نعيش هذا السر في واقعنا؟
تحويل هذا السر إلى عادة يومية لا يحتاج إلى جهد كبير بل إلى وعي واهتمام.
إليك بعض الطرق التي تساعدك على تفعيل هذا الشعور:
•اكتب كل يوم ثلاث نِعم تشعر بالامتنان لوجودها في حياتك حتى لو كانت بسيطة.
•شارك الآخرين الحديث عن الأشياء الجيدة لأن الامتنان معدٍ، ويزرع الأمل في نفوس من حولك.
•تأمل في النعم من حولك: خصص وقتًا خلال اليوم لتغلق هاتفك وتراقب جمال شيء بسيط… شجرة طفل يضحك أو صوت طائر.
في الختام
السعادة لا تُشترى ولا تأتي دفعة واحدة.
هي لحظات صغيرة نعيشها عندما نرى ما لدينا بعيون ممتنة وندرك أن كثيرًا مما نبحث عنه… هو في الأصل بين أيدينا.
التركيز على النِعم لا يعني تجاهل المشاكل بل يعني أن نعطي أنفسنا مساحة نفسية نرتاح فيها وننطلق منها بقوة أكبر.
فكلما زدنا وعينا بالنعم زاد شعورنا بالسعادة وقلّ تأثرنا بالتفاصيل السلبية من حولنا.
ابدأ من اليوم وتأمل: ما النِعمة التي لم تنتبه لوجودها منذ زمن؟
كاتب رأي وإعلامي