الكويت… مشارف العِزِّ والأمجاد!!

شعر الدكتور: يوسف حسن العارف
الكويت…
مشارف العِزِّ والأمجاد!!
(1) (كُوَيْتٌ) جئنا… فهات العلم والخَبرَا
وأعلِني لِلملأ عَن كُلِّ ما اسْتُتِرا
وأيقظي في فُؤادِي غَفْوَةً حَصَلَتْ
مِنْ قَبْلَ.. لَمْ أكتَشِفْ يَوماً لَهَا نُذُرَا
أَتَيْتُ أحْمِلُ في جَنْبيَّ أجْوبَةً
من عِشْقِ دارٍ بها التَّاريخُ قَدْ حُفِرَا
وكنتُ أسْألُ عَن ترنِيمَ قَافِيَةٍ
شَدَت (سُعَادٌ) بها في مَجْمَعِ الشُّعَرَا
قالَت وفي صَوتِها أنَّاتُ عَاشِقةٍ
“لا تَنتَقِدْ خَجَلِي”… فالكَسرُ ما انْجَبَرا
” لا تَنتَقِدْ خَجَلِي”… إنِّي مُحَافِظَةٌ
وأنتَ تعلَمُ أنِّي أكْرَهُ السَّفَرَا
ما أجمَلَ الشِّعْرَ مِنْ فِيهَا تُمَوسِقُهُ
وأعذَبَ الصَّوتَ مزْهُوَّاً وَمُعْتَبَرَا
* * *
(2) (كُوَيْتُ) جئنا.. وجَاءَ المجد مُنْسَكِبَاً
عَلَى ثَرَاكِ.. يمدُّ القَوْسَ والوَتَرَا
جئنا نُحَيِّي كِرَامَاً طَابَ مَنْزِلُهُمْ
بالدِّينِ والعِلْمِ والأحْلاقِ قَدْ عُمِرَا
نُفُوسُهُمْ لِلمَعالِي جِدُّ عَالِيَةٌ
وَلَلعُلاَ أنْفَقُوا ما قَلَّ أوْ كَثُرَا
الحِلْمُ والعَدلُ والإتقَانَ غَايتَهمْ
والنُّبْلُ والرِّفقُ والإيثارُ قد سُطِرَا
هُمُ الكِرَامُ مِنَ (الزُّلْفِي) أعَدُّوا لَنَا
مَنَابِرَ الضَّوءِ تَكْرِيمَاً وحُسْنَ قِرَى
وهُمْ مَشَارِفُ عِزٍّ… قَال قَائِلُهُمْ
نحنُ (الكويْتُ).. وَيَا مَرْحَى بِمَنْ حَضَرَا
أنْعِمْ بِهِمْ (آل غَنَّام) وقَدْ نَشَرُوا
مِنْ رَوْحِ (نِجْدٍ) غِنَاءً مَاتِعَاً عَطِرَا
وفي (الكُوَيْتِ) بَنُوا تَارِيخَ عَائِلَةٍ
بالجُودِ والمَجْدِ أحيُوا كلَّ ما انْدَثَرَا
* * *
(3) (كُوَيْتُ) جِئنَاكِ واشتَاقَتْ نَوَاظِرُنا
إلى (حَوَليَّ) و(قَصْرِ الشَّيْخِ) إذْ ذُكِرَا
فَفِيهمَا تَبْرُزُ الأمْجَادُ سَافِرَةً
ومِنْهُمَا نَتْبَعُ التَّارِيخَ والأثَرَا
(والسَّالميَّةُ).. بِنْتُ البَحْرِ نَعْرِفُهَا
عَلى الخَلِيْجِ تُنَاغِي الغَيْمَ والمَطَرَا
و(الأحْمَدِي) بامتياز (النَّفْطِ) شَقَّ رُؤَىً
تَشَكَّلَتْ مِنْ ضِيَاءٍ حَلَّوانتَشَرَا
هَذِيْ (الكُوَيْتُ) ومن (أبرَاجِهَا) نُسِجَتْ
أمْجَادُ شَعْبٍ عَلَى الأعْدَاءِ قَدْ نُصِرَا
آلُ (الصَّبَاحَ) كَسَوْهَا ثَوْبَ عِزَّتِهَا
فَأصْبَحَتْ لِلْعُلاَ وَالمَجْدِ مُفْتَخَرَا
سَاسُوا البَلاَدَ عَلَى عِلْمٍ وَمَقْدِرَةٍ
وهَيَّأوا شعْبَهُم بالعِلْمِ مُدَّخَرَا
وأسْبَلُوا الأمْنَ في الآفَاقِ مُكْتَمِلاً
بالعَدْلِ والحَقِّ.. نَالُوا السَّبقَ والظُفَرَا
* * *
(4) وَ(يَا كُوَيْتُ) أتَيْنَا.. فَاسْمَعِي خَبَرَا
عَنِ (السُّعُودِي).. إذَا ما حَجَّ واعْتَمَرَا
هُوَ الشَّرِيعَةُ والتَّارِيخُ مُبْتَدَأٌ
هُوَ الثَّقافَةُ والتَّقْوَى بِهَا اتَّزرَا
هُوَ الأصَالَةُ والإبْدَاعُ إنْ ذُكِرُوا
هُوَ (القُصَيبيْ) هُوَ (العَوَّادُ) و(السُّفَرَا)
هُوَ الكَريمُ بِلا مَنٍّ ولا هَدَفٍ
هُوَ الثَّرَيَّا.. وجَازَ الشَّمْسَوالقَمَرَا
هُوَ القَوِىُّ.. إذ مَا نِيْلَ جَانِبَهُ
هُوَ الحَكِيمُ.. إذَا مَا رَدَّ أوْ غَفَرَا
هُوَ النَّقَاءُ,,, تَجَلَّى في أرُومَتِهِ
ومِنْ ضِيَاءِ النُّهَى قَدْ مَرَّ وانْهَمَرَا
هُوَ المَعَالِي وللعَلْيَاء هِمَّتُهُ
هُوَ التَّفَانِي.. وفي الإخْلاَصِ مُنْصَهِرَا
عَلَيْهِ مِنْ فَيْضِ نُورِ اللهِ مَرْحَمَةٌ
عَلَى الهُدَى والتُّقَى والدِّيْنِ قَدْ فُطِرَا
* * *
(5) وَ(يا كُوَيْتُ) أتَيْنَا.. والهَوى قَدَرٌ
أن نَصْطَفِيكِ، وضَوْءِ الشَّمْسِ مَا فَتَرَا
يَمَّمَتَ وَجْهِي إلى فَجْرٍ أُطالِعُهُ
عَلَى مُحَيَّاكِ فَتَّانَاً ومُزْدَهِرَا
وجِئتُ أحْمِلُ في بُرْدَيَّ قَافِيَةً
تُرِيحُ قَلْبَاً كَسُولَ النَّبْضِ مُنْكَسِرَا
إلى كِرَامٍ تَنَامَى الجُودُ في يَدِهِمْ
وجاوزوا باقْتِدَارٍ كُلَّ مَا قَدْ نَرَى
وقُلْتُها في (كُوَيْتِ العِزَّ) مَلْحَمَةً
تَنْدَاحُ في الكَوْنِ مَعْنىً بَاتَمُبْتَكَرَا
وَلِلْكِرامِ (بَنِي الزُّلْفِي)… أزُفُّ لَهُمْ
مَشَاعِرَ الشَّوْقِ.. لاَ زَيْفَاً ولاَ بَطَرَا
تَحِيَّةً مِنْ فُؤَادٍ مَسَّهُ فَرَحٌ
فَانْثَالَ يَهْمِي قَصِيْدَاً مَاتِعَاً دُرُرَا
فَأَوْرِقِي يَا حُرُوفِي وانْشُرِي ألَقَاً
فَقَدْ ولِدَتِ – يَقِيناً – فَوقَ غَارِ حِرَا
* * *
جدة: من مساء السبت 11/3/1446هـ
إلى مساء الاثنين 11/4/1446هـ