السكتة الدماغية في قصيدة

🖋️ د. عبدالعزيز رداد الحارثي
السكتة الدماغية في قصيدة
اللهِ أَشكُو الذي قاسيتُ من ألمِ
ومِن هُمومٍ بها زاد الضَّنا ضَرَمِي،
قد بِتُّ ليْلي في أَمنٍ وفي دِعةٍ
وفي صَبَاحيَ لا أَمشي على قَدمي،
أيقَظتُ طَرفي ورِجلي مَسَّها خَدَرٌ
وجاوَبَتْهَا يدي بالضَّعفِ والوَرَمِ،
نِصفِي اليمينُ أراهُ لا حراكَ بِهِ
ولستُ أُظهِرُ ما أُبديهِ من كَلَمي،
مِن قَبلُ كنتُ كسَحْبَانَ بلا مللٍ
ومُرهَفَ القَلَمِ المحبوبِ من خَدَمِي،
مَكَثتُ في غُرفتي والوَهمُ خامَرَني
في وحدةٍ عن جميعِ النَّاسِ والأُمَمِ.
هذه الأبيات هي جزء من قصيدة للشيخ عبدالقادر بن بدران الدوماني رحمه الله من سوريا والذي عاش بين عامي 1280 و 1346 للهجرة.
ويصف الشيخ في هذه القصيدة حاله بعد أن أصيب بسكتة في النصف الأيسر من دماغه وذلك لأنه كما ذكر في القصيدة أصبح لا يستطيع تحريك النصف الأيمن من جسده وبه خدر ولديه صعوبة في الكلام وكل هذه الأعراض تشير إلى السكتة الدماغية.
عمل الشيخ ابن بدران رحمه الله معلماً للفقه والتفسير والحديث في عدد من جوامع دمشق ومدارسها كما كان مفتياً للمذهب الحنبلي فيها، وله مؤلفات كثيرة منها المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل وشرح روضة الناظر لابن قدامة وتهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر وديوان تسلية الكئيب عن ذكرى الحبيب وشرح الكافي في العروض والقوافي.
ومن أشعاره الجميلة رحمه الله:
اليُسرُ يَعلو وللإعسَارِ إِدبارُ
والله يُحكِمُ ما يقضِي ويختارُ،
إِن أُمُّ دَفرٍ جَفَتْ أَو أهلُها جَاروا
خَفِّضْ عليكَ فلِلأقدَارِ أَدوارُ،
وحاذِرِ الدَّهرَ إِنَّ الدهرَ غَدَّارُ،
كُنْ كالمُهَنَّدِ في الرَّمضَاءِإِن خَطَرَتْ
ظَلمَاءُ كَربٍ وجَلِّيها إِذا انفَطَرَتْ،
وكُنْ بِنَفسِ عِنانِ الدَّهرِ قَد أَسَرَتْ
ولا تَكُن وَجِلاً مِن كُتلَةٍ غَدَرَتْ،
فَلِلبُغَاة ليالٍ نُورُها نارُ.