كُتاب الرأي

المرونة النفسية

🖋️ د. عبدالعزيز رداد الحارثي

المرونة النفسية

من الطبيعي الشعور بالغضب والحزن والألم عند التعرض لمشاكل ومصاعب الحياة. وإذا كان لدى الإنسان مرونة نفسية كافية فيمكنه التعامل مع تلك المشاكل والمصاعب بشكل إيجابي والخروج منها دون أن يكون محطماً ولديه القدرة على سرعة التعافي ومواصلة حياته والاستمتاع بها.

والمرونة النفسية هي أن يكون لديك القدرة أن تسبح في بحر المشاكل والتحديات دون أن تغرق وأن تنحي لعواصف النكبات دون أن تنكسر.

ومن أهم ما يعطي الإنسان تلك المرونة النفسية ويجعله أكثر صموداً:

1.حسن الظن بالله والتفاؤل والتفكير الإيجابي: يقول الله عز وجل في الحديث القدسي المتفق عليه (أَنَا عِندَ ظَنِّ عَبْدِي بِي)، وثبت في الحديث الصحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام يعجبه الفأل الحسن، وهو ما يُسْتَبْشَرُ به من قول أو فعل، ويكره الطِّيَرَة، وهي التشاؤم. ويساعد التفكير الإيجابي في أن نفهم أن التحديات ضرورية لجعل الإنسان أكثر نضجاً وقوة، وأن لكل مشكلة حل ولكل أزمة فترة سنتجاوزهها بثقتنا بخالقنا وإيماننا بأنفسنا وقدراتنا التي نمتلكها.

2. العمل والأخذ بالأسباب: حدد أهدافك في الحياة واعمل واجتهد لتحقيقها، وتعرف على نقاط قوتك واستثمرها ونقاط ضعفك وعالجها لتكون لديك القدرة والمهارة التي تعينك على سرعة التكيف مع متغيرات الحياة. حافظ على صحتك البدنية والعقلية بتناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة والنوم لفترات كافية والبعد عن العلاقات الاجتماعية السامة والعادات الخاطئة مثل كثرة تناول المنبهات والسهر والتدخين وشرب الكحول.

3. الرضا بالقضاء والقدر: وهذا من أركان الإيمان وفيه راحة للنفس، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. يقول الشاعر:

وَيُكْتَبُ اللَّهُ خَيْراً أَنْتَ تَجْهَلُهُ

وَظَاهِرُ الأَمْرِ حِرْمَانٌ مِنَ النِّعَمِ

وَلَوْ عَلِمْتَ مُرَادَ اللَّهِ مِنْ عَوضِ

لَقَلَّتَ حَمْداً إِلَهِيَ وَاسِعُ الْكَرْمِ

فَسَلِّمِ الأَمْرَ لِلرَّحْمَنِ وَارْضَ بِهِ

هُوَ البَصِيرُ بِحَالِ العَبِدِ مِنْ أَلَمِ

4. الصبر والصلاة والذكر: فالصبر من أعظم العبادات، والله تعالى ﴿يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾، آل عمران: ١٤٦، ويبشرهم ‏﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ‏﴾، البقرة: ١٥٥. والصلاة والذكر والقرب من الله عز وجل راحة للنفس وطمأنينة للقلب.

5. الاستفادة من التجارب والأخطاء: فالتجارب والأخطاء هي أكثر ما يعلم الإنسان في حياته ويجعله أكثر صلابةً وحكمةً وقوة.

6.طلب المشورة والعون من أهل العقل والخبرة: يجب أن يكون للإنسان شبكة اجتماعية قوية وعلاقات واسعة يستعين بها ويستفيد منها في حياته.

7.الصدقة والإحسان إلى الناس: يقول رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “صنائع المعروفِ تَقِي مَصارعَ السُّوءِ، والصَّدَقةُ خَفِيّاً تُطفئُ غضبَ الرَّبِّ، وصِلةُ الرَّحِمِ زيادةٌ في العُمُرِ، وكلُّ معروفٍ صدَقةٌ، وأهلُ المعروفِ في الدُّنيا هُمْ أهلُ المعروفِ في الآخِرةِ، وأهلُ المُنكَرِ في الدُّنيا هُمْ أهلُ المُنكَرِ في الآخِرةِ.” (صحيح الجامع)

كاتب رأي واستشاري أمراض باطنية
١٠ رمضان ١٤٤٦

د . عبدالعزيز بن رداد الحارثي

كاتب رأي واستشاري أمراض باطنية وطب المسنين ومشرف الثقافة الغذائية والصحية

‫2 تعليقات

  1. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
    أعتقد أن المسميات كثيرة مثل الصلابة والقوة والمرونة النفسية والصمود النفسي ولكن المعنى واحد وهو القدرة على الصمود في وجه المصاعب والتعافي من آثارها بسرعة. وأفضل شخصياً استخدام المرونة لأنها تدل على القابلية على التكيُّف. والموازنة بين العقل والعاطفة هو أمر مهم عند اتخاذ القرارات المهمة …
    تقبل خالص تحياتي

  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قرأت مقالكم دكتورنا الكريم
    عن المرونه النفسيه
    نفع الله بك وبعلمك

    اخذت عدة دورات تطويريه ومهنيه مختلفه أكثر من ستمائه وعشرون دوره من عام ونصف فقط
    ومن ضمنها دوره مميزه عن
    *الصلابه النفسيه*

    سؤالي يادكتور
    كيف يتم الموازنه بين المرونه
    النفسيه والصلابه النفسيه
    في اتخاذ القرار ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى