كُتاب الرأي

العشر الوسطى من شهر رمضان المبارك

د. سالم بن رزيق بن عوض

العشر  الوسطى  من شهر  رمضان المبارك

تطل  علينا هذه الأيام والليالي المباركات  العشر  الوسطى من شهر  رمضان المبارك  ؛ والتي  تعلو فيها  بإذن الله تعالى  الهمم ويزداد   فيها طلب   الرحمة والمغفرة والعتق من النار ،  ويرتفع  مستوى  السباق  في  ميدان  الصيام والقيام وقراءة القرآن الكريم والصدقات والبر والصلة والإحسان  في كل  العبادات والقربات المشروعة  فيها  !.
وهي على  الحقيقة الحياتية  للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات  فرصة غالية وعزيزة  وعظيمة ونفيسة ؛   لمن أحسن  في العشر  الأولى من شهر رمضان المبارك  !  وكذلك لمن   قصّر   في  العشر  الأولى المباركات من هذا الشهر  الكريم  !  فعليه  أن يبادر  في  إتمام  ما  نقص  وإكمال ما فرّط
وكلنا  ذلك  الصائم الذي  وقع  منه التقصير  والغفلة والنسيان .
و كما  اسقبل الناس من المسلمين والمسلمات   العشر  الأولى من شهر رمضان المبارك  بالفرح  والبهجة  والسرور  والسعادة والأمل والتفاؤل  ؛ وكان   لذلك  الأثر  الإيجابي  الكبير  على ما  قاموا  به  ، وحققوه  في المحافظة على  حسن الصيام  ،  وحسن  القيام   ،  وحسن  تلاوة القرآن الكريم  ،  والإحسان  في الصدقة  والبر  والصلة  ، وحسن  الأخلاق والفضائل  والتعامل  الطيب  الجميل   مع  سائر  الناس  !
كذلك  اسقبال  العشر الوسطى من  شهر  رمضان المبارك  يجب  أن  تكون  بالفرح  والبهجة  والسرور  والأمل والتفاؤل   وحسن   بالله  تعالى    على  العون  والتوفيق والسداد  !
على   المسلم والمؤمن والمحسن  اللبيب العاقل الكيس الفطن  أن ينظر  إلى ما ادّخره من أعمال صالحة  طيبة  ترضي الله تعالى  من إطلالة شهر رمضان المبارك  حتى  اليوم  ؛  في إطلالة  طلائع  العشر الوسطى من شهر رمضان المبارك  .
من  معاني شهر  رمضان المبارك   أنه  محطة إيمانية نفسية فكرية اجتماعية  اقتصادية   سياحية  كبرى ؛  والمؤمن الكيس الفطن اللبيب  يدرك  نفاسة  الزمان  بالتوجيهات  السماوية والهدايات  النبوية المطهرة  ، وأن  عليه  أن يتزود  من هذه المحطة الغنية،   ويملأ  جميع أوعيته  من أعذب وأنقى  العيون الطيبة المباركة.
تأتي  العشر  الوسطى من شهر رمضان المبارك  وقد قطع الصائمون والصائمات  شوطاً  طيباً وطريقاً جميلاً نحو  تحقيق قوله تعالى :  (   لعلكم  تتقون )  ؛ فالغايات  الكبرى والعظمى من  صيام وقيام  شهر  رمضان المبارك  ليس  الجوع والعطش والتعب  لهم    لا  لا ! وإنما  التدريب والتهذيب للوصول إلى مرتبة  الإحسان في كل  شيء من أمور الدنيا والآخرة.
العشر  الوسطى من شهر رمضان المبارك  هي  بمثابة  التهيئة قبل الأخيرة للانطلاق  نحو العشر  الأواخر من رمضان المبارك
نحو  مضاعفة الجهود  والطاقات في الصيام  والقيام وتلاوة القرآن الكريم  والصدقات والبر والصلة والإحسان ،  والحصول على  شرف الليلة العظيمة والكبيرة  وهي  ليلة  القدر المباركة!
ولذلك  على  مَن  شهد  وتشرف  بحضور هذه  العشر الوسطى من شهر رمضان المبارك :
أولاً:  الإكثار  من الحمد   والشكر  لله ؛   على هذه النعمة !  وعلى هذا   الفضل العظيم  والكرم  الكبير  الذي  تفضل الله تعالى   عليه  ، بحيث  بلغه الله  تعالى  هذه  العشر  المباركة.
ثانياً: المحافظة على الصيام والقيام وقراءة القرآن الكريم وعلى  جميع  الأعمال  الطيبة الجميلة التي أبتدأ  بها  العشر  الأولى من شهر رمضان المبارك.
ثالثاً: المحافظة  على أداء  السنن   والنوافل  والأذكار  في اليوم  والليلة  ،  وعدم  التكاسل   في هذه  العبادات والقربات المباركة العظيمة.
رابعاً: المحافظة  على الفهم والوعي والإدراك  العميق لمعاني  شهر  رمضان المبارك  ، فهو شهر التوبة والإيمان والإحسان والصدق والصبر والمصابر والمجاهدة والحق واليقين .
خامساً: المحافظة   على الصلة والتواصل  مع الأقارب والأرحام والأصهار والأحباب والأصدقاء من الإخوة والأخوات والجيران .
سادساً: المحافظة  على دفء  الأسرة الكريمة والعائلة الحبيبة بالتسامح والمحبة والمودة والرحمة والعطاء والبذل والتضحية والتفاهم والتراحم والاهتمام والاحترام  بين الأزواج والزوجات  وبين الآباء والأمهات  .
سابعاً: المحافظة  على  التوسيع  على الأهل والأولاد  بما يتناسب مع القدرات والإمكانات  ، في المآكل والمشارب والملابس وغيرها  .
ثامناً: استشعار عظمة   هذه  العشر الوسطى المباركة ؛ وأن المسلم  قادر  على جمع أركان الإسلام الخمسة فيها  ؛  من الشهادة  والصلاة والصدقة والصوم  والحج !.
تاسعاً:  كل  لحظات وثواني ودقائق وساعات وأيام وليالي شهر رمضان المبارك  كلها  مباركة  ، وكلها  مغفرة  ورحمة وعتق من النيران.
عاشراً:  حسن  بالله  تعالى  في بداية العشر الأولى والوسطى والآخرة  وأنه تبارك وتعالى  سيقبل من الصائمين والصائمات الصيام والقيام وصالح الأعمال والأقوال الصالحة .
اللهم  أعن  المسلمين والمسلمات على  ذكرك   وشكرك وحسن عبادتك.
مصلح ومستشار أسري 

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى