كُتاب الرأي

الأضرار الصحية المحتملة لاستخدام البلاستيك

🖋️ د. عبدالعزيز رداد الحارثي
الأضرار الصحية المحتملة لاستخدام البلاستيك

يعتبر البلاستيك من أكثر المواد الملوثة للبيئة حيث يتم إنتاج أكثر من 430 مليون طن منه سنويا. وتستغرق المواد البلاستيكية مئات أو آلاف السنين حتى تتحلل بشكل كامل. وتتواجد جزيئات البلاستيك الدقيقة في الهواء والمحيطات والبحار والأنهار وكثير من المواد التي يتغذى عليها النبات والحيوان والإنسان. ولتلك الجزيئات البلاستيكية الدقيقة تأثيرات سامة على البيئة والكائنات الحية المختلفة.

وأظهرت دراسة طبية حديثة، نشرتها مجلة نيتشر ميديسن في 3 فبراير 2025، أن تركيز جزيئات البلاستيك الدقيقة التي وجدت في أنسجة الدماغ كانت أعلى بكثير من تلك الموجودة في أنسجة الكبد أو الكلى من عينات تعود لأشخاص كانوا قد توفوا بين عامي 2016 و 2024. 

واحتوت أنسجة دماغ الأشخاص المصابين بالخرف على ما يصل إلى 10 أضعاف كمية جزيئات البلاستيك الموجودة في الأشخاص غير المصابين به. وذكر الباحثون أن هذه المواد البلاستيكية ربما تعيق تدفق الدم في الشعيرات الدموية أو الاتصال بين الخلايا العصبية في الدماغ. 

وأظهرت دراسات سابقة أن جزيئات البلاستيك تتواجد أيضاً في الرئتين والأوعية الدموية ونخاع العظام والمشيمة في الإنسان. ويعتقد أن معظم تلك الجزيئات البلاستيكية تدخل إلى الجسم بعد تناولها من خلال الطعام، خاصةً اللحوم، ولكنها تتواجد أيضاً في الماء والهواء خاصةً في الأماكن المغلقة مقارنة بالهواء الخارجي.

 ويحذر العلماء من أن التلوث البيئي بالبلاستيك قد يؤدي إلى أضرار صحية عديدة ويدعون إلى إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات.

وينصح باستخدام الأواني المعدنية والزجاجية المخصصة لحفظ أو تسخين الطعام والشراب والأكياس الورقية بدلاً من البلاستيكية.

كاتب رأي واستشاري باطنية
      ٩ رمضان ١٤٤٦

د . عبدالعزيز بن رداد الحارثي

كاتب رأي واستشاري أمراض باطنية وطب المسنين ومشرف الثقافة الغذائية والصحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى