اليوم العالمي للمرأة

ابتسام عبدالعزيز الجبرين
اليوم العالمي للمرأة
يُصادف اليوم 8 مارس ، اليوم العالمي للمرأة، وأجدها فرصة ثمينة للتحدث عن تكريم الإسلام للمرأة ورفع مكانتها، إذ أن هذا التكريم لا يقتصر على يوم واحد في السنة، بل هو شأن مستمر في كل الأوقات والأزمان .
فمنذ أن جاء الإسلام ، حرص على رفع مكانة المرأة وإعطائها حقوقها كاملة، بعيدًا عن الظلم الذي كان يحيط بها في الجاهلية. فقد جاء الإسلام ليحرر المرأة من القيود الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي كانت تُفرض عليها . فعلى الرغم من الوضع الصعب الذي كانت تعيشه المرأة في المجتمعات قبل الإسلام، كان الإسلام هو الدين الوحيد الذي جعل من المرأة شريكاً فاعلاً في المجتمع بكل جوانب الحياة.
فلقد أعطى الإسلام للمرأة حقها في الحياة، وكان ذلك عبر تحريمه الوأد، الذي كان يُمارس على الإناث في الجاهلية، حيث كانت الفتاة تُدفن حية بمجرد ولادتها. قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وإذا الموءودة سئلت * بأي ذنب قتلت” (التكوير: 8-9). كما أكدت الشريعة الإسلامية على أن المرأة كائن إنساني له نفس حقوق الرجل في الحياة، مثل حقها في التعليم، والعمل، والمشاركة في الشؤون الاجتماعية.
نعم ، الإسلام كرم المرأة من خلال منحها حق الميراث، وهو أمر كان مستغرباً في العديد من الثقافات قبل الإسلام. فقد خصص القرآن للمرأة حصتها من الميراث، وجعلها شريكاً أساسياً في إدارة المال والشؤون المالية. يقول الله تعالى: “للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون، وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون” (النساء: 7).
كما منحها الإسلام حق الاختيار في الزواج، فجعل عقد الزواج يعتمد على موافقة المرأة، وهو ما لم يكن معروفاً في المجتمعات القديمة حيث كانت المرأة تُجبر على الزواج بالقوة. ولها أيضا الحق في طلب الطلاق إذا كانت الحياة الزوجية لا تلبي احتياجاتها .
الإسلام جعل المرأة فاعلة في الحياة الدينية والاجتماعية، كما نجد في التاريخ الإسلامي العديد من النساء اللواتي برعن في العلم والدعوة والإدارة مثل السيدة عائشة رضي الله عنها، التي كانت من أبرز المحدثات وعالمات الأمة.
وبينما رفع الإسلام مكانة المرأة وضمن لها حقوقها، فقد عاشت المرأة في الغرب عبر العصور التاريخية في ظروف صعبة. فمثلاً في العصور الوسطى، كانت تُعتبر المرأة ملكاً للرجل، لا حق لها في الميراث أو التعليم، وكانت تُحرم من العديد من الحقوق الأساسية. وقد استمر هذا الوضع حتى فترات قريبة، حيث كانت النساء تُحارب للحصول على حقهن في التصويت والتعليم والعمل.
ومع تطور الغرب، تحققت بعض الحقوق للمرأة، ولكنها كانت تتعلق بشكل جزئي بمساواتها مع الرجل في بعض المجالات، بينما استمرت بعض المفاهيم السلبية في النظر إليها. ففي الوقت الذي يُحتفل فيه في الغرب بما يُسمى “يوم المرأة” والذي يُخصص لها يوماً واحدا فقط في السنة للاحتفال بها، ويُتَجاهَل طوال العام الممارسات التي تُسهم في تهميش دورها الحقيقي في المجتمع.
إن الاحتفال بالمرأة في يوم واحد من السنة قد يكون نوعاً من التمجيد الظاهري فقط ، لكنه لا يعكس التحسن الحقيقي في حياتها اليومية، بينما في الإسلام كانت المرأة تُكرم طوال السنة في جميع نواحي حياتها.
وأختم حديثي هنا ، بالتذكير بأن
الإسلام قدم للمرأة حقوقاً وحريات شاملة، ورفع من شأنها كإنسان كامل الأهلية في المجتمع. في الوقت نفسه، نرى أن الغرب رغم محاولاته في تحقيق بعض الحقوق للمرأة، إلا أنه لا يزال يُعاني من مشكلة حقيقية في الاعتراف الكامل بدورها . حيث يحتفل بهيئتها مرة واحدة سنوياً، بينما كان الإسلام قد خصص لها مكاناً مرموقاً طيلة حياتها .
نائبة رئيس التحرير