رزق الهبل على المجانين”… هل لا يزال الحظ يحكم عصرنا الحديث؟

فاطمه الحربي
رزق الهبل على المجانين”… هل لا يزال الحظ يحكم عصرنا الحديث؟
في زمن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، حيث تتداخل الفرص مع المهارات، لا تزال بعض العبارات الشعبية القديمة تُستخدم لتفسير الظواهر الاجتماعية، ومنها مقولة “رزق الهبل على المجانين”. تُقال هذه الجملة عندما يحصل شخص على فرصة أو ثروة دون أن يبدو أنه بذل جهدًا حقيقيًا، مما يثير تساؤلات حول دور الحظ مقابل الجهد في تحقيق النجاح.
هل لا يزال الحظ يحكم النجاح؟
في السابق، كان يُعتقد أن النجاح يأتي نتيجة الاجتهاد وحده، ولكن مع تغير الزمن، أصبح واضحًا أن العلاقات، الفرص العشوائية، والتوقيت تلعب أدوارًا أساسية في نجاح البعض. فهناك أشخاص يكدّون طوال حياتهم دون تحقيق مكاسب كبيرة، بينما يظهر آخرون فجأة على الساحة، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاريع غير متوقعة، ليحققوا ثروات هائلة في وقت قصير.
أمثلة من عصرنا الحالي
1. رواد مواقع التواصل الاجتماعي: نرى يوميًا صانعي محتوى يحققون أرباحًا طائلة بفضل محتوى بسيط أو حتى تافه، بينما هناك أشخاص أكثر اجتهادًا ولكنهم لا يجدون نفس الفرص.
2. طفرة العملات الرقمية والاستثمارات السريعة: هناك من استثمر في البيتكوين أو غيرها بالصدفة، فأصبحوا أثرياء بين ليلة وضحاها.
3. المحظوظون في عالم الوظائف: بعض الأشخاص يحصلون على فرص عمل مرموقة ليس بفضل مهاراتهم، بل بسبب علاقات أو صدفة جيدة.
هل الجهد لم يعد ضروريًا؟
بالرغم من أن بعض الأشخاص يحققون النجاح بالحظ، إلا أن الاستمرارية في القمة تحتاج إلى مهارة، ذكاء، وإدارة جيدة. فحتى لو حصل شخص على فرصة عظيمة دون تخطيط، فإنه لن يستمر طويلًا إن لم يعرف كيف يستغلها جيدًا.
ختامًا
مقولة “رزق الهبل على المجانين” قد تعكس جانبًا من الواقع، لكنها ليست قاعدة حتمية. في عالم اليوم، المعرفة، المهارات، والتكيف مع التغيرات تظل العوامل الأهم للنجاح. ربما يلعب الحظ دوره، لكنه لا يمكن أن يكون العامل الوحيد في قصة نجاح أي شخص