كُتاب الرأي

التصحر العاطفي بين الزوجين الأسباب والعلاج

د. سالم بن رزيق بن عوض
التصحر العاطفي بين الزوجين  الأسباب  والعلاج
تعد   ظاهرة  الجفاف أو التصحر العاطفي  مؤشر  على  وجود   مشكلة  أو   وجود  عدد   من  المشكلات ! والتي  تحدث عادة   بين  الأزواج والزوجات  !  وقد  تتطور  تلك  المشاكل  إلى  درجات ومستويات  أعلى  ؛ قد  تصل إن  لم  يهتموا     بالحلول  والعلاج  لها  إلى  الطلاق والانفصال  بين الأزواج والزوجات ، والتفكك والانهيار  لكيان  الأسرة الكريمة والعائلة المحترمة وضياع  الأولاد  بعد  ذلك !
إن  تحديد  مصادر  المشكلات في الحياة الزوجية والأسرية  في غاية  الأهمية والضرورية !   لكي  يسهل  بعد  ذلك  تحديد  الأسباب والمبررات والإعتبارات لهذه  المشكلة  ؛  ومن  ثم  يسهل  تحديد  العلاج المناسب لها !ومن  أهم ركائز  ومصادر  المشكلات  الزوجية والأسرية هي :
أولاً :  المصادر  الداخلية ( الزوج  أو الزوجة  أو هما معاً أو البيئة ).
ثانيا: المصادر  الخارجية ( الأهل أو الأقارب  أو الجيران  أو مواقع التواصل الاجتماعي  ).
يمكن  تحديد أهم  أسباب ظاهرة  الجفاف   أو التصحر العاطفي  في الحياة الزوجية والأسرية  إلى التالي    :
أولاً: الزوج  : قد  تكون التربية والتنشئة  التي  تربى  عليها  ذات طبيعة  جافة وقاسية  وشديدة  ؛  فهو  لم  يتربى  على  الحب والعاطفة والمشاعر الفياضة والهدية والكلمات  الرومانسية  ،  كذلك  قد تكون شخصية الزوج  وطبيعته الحادة الجادة  فهو يعيش هذه  الشخصية  في الداخل والخارج  ، وقد  يستخدم  بعض الأزواج الكرام  بعض لغات الحب والمحبة والمودة والمشاعر  ولكنها   لا تفهمها كثير من   الزوجات !
بعض  الأزواج  يعتقدون  أن  الطريقة التي  يتعاملون  بها  مع الزوجات  أنها   هي  الطريقة  الصحيحة السليمة   والمثالية   ! وأنهم  أزواج  مثاليون  في التعامل مع  زوجاتهم ؛  وربما  الحقيقة  أو  ما  يرونه زوجاتهم   غير  ذلك  تماماً ! .
ثانيا : الزوجة :  كذلك  طبيعة الزوجة في التربية والتنشئة  القاسية ، والمواقف الأسرية والعائلية التي مرت  بها ،  كانت  فيها  القسوة والشدة والجفاف  أنعكس  ذلك  على سلوكها في حياتها الزوجية  !
كذلك  الصحة النفسية والمزاجية لها  ؛  فالغضب  الشديد  ،  ورفع الصوت ، والعنف اللفظي  ،  والعنف الجسدي  ، والحرمان من  المعاشرة  !
بعض الزوجات  الكريمات   الصالحات   لهن  لغات حب ومشاعر  تحتاج أن تخبر  بها  الأزواج   الأفاضل  !  ويفصحن  لهؤلاء الأزواج   عن  الطرائق والأساليب واللغات  اللاتي  يفضلنها   في التعامل والتفاعل الإيجابي.
ثالثاً: تدخلات  الأهل والأقارب  : قد  تكون من الأسباب المؤثرة في الجفاف  العاطفي  بين الأزواج والزوجات  هو هذه  التدخلات  السلبية  من الآباء أو الأمهات  أو منهما   معاً  في حياة أولادهم  من الأزواج والزوجات ، والإكثار  من  النصائح والتوجيهات التي  يرونها سليمة وصحيحة .
رابعاً: مواقع التواصل الاجتماعي:  إن  قنوات  التواصل الإجتماعي  اليوم تقدم  نماذج  إيجابية  وسلبية  لحياة الأزواج والزوجات  ؛ وللأسف يتم التعلق والتركيز  على الجوانب السلبية السوداوية والتي تسبب الآثار السلبية  على  الحياة  الزوجية والأسرية.
خامساً: الزوج والزوجة  معاً :  قد يكون  ذلك  في ظهور  عدم  التوافقي الاجتماعي  أو  الثقافي العلمي  أو  الاقتصادي المالي  أو عدم التوافق العاطفي الجنسي ! وعدم  الاقتراب  قليلاً  في  الاهتمامات  والأهداف والمقاصد السامية الجميلة  من  الزواج  !
مع  الأيام والليالي   يكتشف الأزواج  والزوجات   بعضهم  بعضاً ، ويظهر  عدم  الاتفاق ووعدم التوافق   على  مجالات  كانوا  يظنون  أنهم  قادرون  على  التغلب  عليها  ؛ ولكن   مع الاقتراب  من  بعضهم  ظهر  عدم  التوافق بينهم   !  والذي  أدى إلى  البعد  والبعد  والجفاف العاطفي  بينهم !.
من  أهم  التوصيات والتوجيهات  لعلاج  ظاهرة الجفاف العاطفي  :
أولاً: القبول  الكامل  والتام  للطرف الآخر  ؛ سواء  كان الزوج أو الزوجة.
مهما كانت  الشخصية لدية  ، ومهما  كانت الأخلاق والفضائل والقيم التي هو  أو هي  عليها  ! .
ثانياً: الجلوس  للحوار والمناقشة  والحديث الجميل مع بعضهم بعضاً  ، واختيار  الزمان  والمكان المناسب  لذلك  الحوار  واللقاء  !  ومهما  كانت الأعمال والأعباء  والمسؤوليات والتكاليف  لا  بد  من  الجلوس والسماع والاستماع والإنصات والإنصاف في  الحوار  !
ثالثاً: أن يتعرف  كل طرف على كل ما  يحب ويكره الطرف الآخر  ؛  في المآكل والمشارب والملابس والنظافة والأدب والحديث   وطريقة  النوم  ! حتى في رسم الخارطة الجنسية والعاطفية كاملة  لكل  واحد  منهما! ولا  خجل  هنا  بين الزوجين الكريمين   ،  تعبر الزوجة لزوجها   عن الطريقة التي تحب  !  ويعبر  لها   عن  الطريقة  التي  يحبها   في  العلاقة الحميمة!
رابعاً: إظهار  الاهتمام  بالزوج عند الدخول والخروج وفي أجزاء  البيت  بالكلمات الطيبة الجميلة الحسنة  ؛  من  المدح  والشكر والثناء  له  على ما  يقوم  به من جهود كبيرة وعظيمة ومباركة  ،  وكذلك  المدح والشكر والثناء لما  تقوم  به  الزوجة الصالحة الكريمة  !
خامساً: التغيير والتطوير للأفضل والأحسن  في الحياة الزوجية  وعدم الوقوف والثبات  على حالة أو  حالات  محددة ! فالتغيير  في البيئة المنزلية كالأضواء  والألوان  ! والتغيير  بالطلعات  والزيارات والسفر والخروج  من  المنزل  للتغيير  فقط   ، والتغيير  بالالتحاق بالدورات التدريبية   التي  تعين  على  ذلك  .
سادساً:  البعد  عن  الأشخاص السلبيين  ، والمتشائمين في  الواقع   أو  مواقع  التواصل الاجتماعي  ؛ والذين  لا  هم  لهم  سوى  عباد الله  الصالحين  ؛   فهم  يتحدثون  عن  هذا   وهذا  ولا  يتحدثون عن  أنفسهم   وذواتهم   أو  ما  يساعدهم  في  التغيير  والتطوير للأفضل.
سابعاً: الاحترام  والتقدير  والشعور  بالفرح والفخر   بين  الأزواج والزوجات ،   هو سبيل  الخير والفضل والصلاح والبركة والتوفيق والسداد  ، فكلما   زاد  الاحترام  والتقدير   بين  الأزواج والزوجات  كلما  نما  الحب والمحبة والمودة والرحمة والعطاء والبذل والتضحية والإيجابية  بينهم .
ثامناً: تفعيل لغات الحب العشرة* : يمكن الإطلاع  على  لغات الحب العشرة بين  الأزواج والزوجات  ثم  التعرف  على اللغات التي يحبها الطرف الآخر   ويحب أن  تعامله  بها  ؛ فيتم  التواصل والتفاعل بينهم  على  أساس  اللغة  التي  يفهمها   ويحبها  كل  طرف  منهم .
كل  ذلك   يحول  التصحر أو الجفاف العاطفي  إلى حدائق وبساتين  ومروج  من  الحب والمحبة والمودة والمشاعر الفياضة  بين الأزواج والزوجات .
تاسعاً: مد  جسور  الهدايا الجميلة والبسيطة  بين الأزواج والزوجات  ، كالورود  والزهور والرياحين والشنط والذهب والجوالات وغيرها  مما تجلب السعادة والمحبة والمودة والمشاعر الفياضة  بين الأزواج والزوجات.
عاشراً: التغافل والتسامح  بين الأزواج والزوجات  : هذا   مما  يُكّمل  الحياة الزوجية والأسرية السعيدة  ، ويدفع  القلوب والنفوس والأرواح إلى  التعاطف  والتسامح والمحبة والمودة والرحمة والعطاء والبذل والتضحية والإيجابية  ، ويجعل  أنهار  العواطف والمشاعر  الجميلة  تملأ  الأزواج والزوجات وتملأ  أرجاء  المنازل والبيوت  وتعلوها  الطمأنينة والأمن والأمان والبركة والإستقرار  الأسري .
مصلح ومستشار أسري

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

‫2 تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    سعادة الأستاذة القديرة ابتسام الجبرين
    نائب رئيس التحرير ومديرة الصحيفة
    شكرا شكرا لكم على مروركم الجميل
    وعلى الكلمات والعبارات الجميلة التي تثني على المقال …
    وفقكم الله تعالى لما يحبه ويرضاه
    وإلى الأمام دائما وابدا…

  2. لافض فوك دكتور سالم ،
    موضوع جدا مهم ومحتوى ممتع ومفيد ، وتنقل سلس وعبارات واضحة ،
    شكرا جزيلا على اهتمامك بهذا الجانب المهمل والذي له أثر كبير في نجاح أو إخفاق الحياة الزوجية ..
    مرة أخرى لافض فوك👏👏👏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى