من درعية التأسيس لرياض العظمة

سعود شباب العتيبي
من درعية التأسيس لرياض العظمة
على ضفاف وادي حنيفة حيث واحة صغيرة تطل على الوادي، وكأنها حسناء تتطلع لفارس أحلامها، مع شروق شمس كل يوم تطل محدقة نحو الأفق، ثم يأتي المساء فتتوارى خلف شفق الغروب، وهكذا دواليك إلى أن أشرقت شمس يوم 22 فبراير 1727م، ليطل مع أشعة الشروق فارسٌ لسان حاله يقول: “ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر”، فأي حسناء هذه؟ وأي مهرٍ سيدفعه الفارس؟!
ما أن غربت الشمس حتى أمهرها الفارس مهرًا لا يقدر بثمن؛ إنه الدم الدم والهدم الهدم، فقام الفارس الإمام محمد بن سعود وأسس لبناء دولة على أسس وقواعد متينة، واختار لدولته هذه الواحة التي عرفت باسم الدرعية لتكون عاصمة سياسية. هناك، وجدت الدرعية في الإمام فارس أحلامها فبدأ التأسيس والبناء، وتوالت التضحيات، فأرتفع البناء وأصبح منارة إشعاع وبذرة لشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء. ومن الدرعية أشرقت أنوار العز والفخر، وتأسست الدولة السعودية الأولى.
استمرت الواحة تتباهى بفارسها وتتنفس هواء العارض وسط تحديات سياسية واجتماعية واقتصادية، فقد آن للدرعية أن تختال فخرًا بأنها أضحت عروس وادي حنيفة. كانت النواة الأساسية لدولة إسلامية قامت على نصرة التوحيد بموجب اتفاق تاريخي عُرف باتفاق الدرعية. فقامت الدولة السعودية الأولى التي نعيش اليوم امتدادها في المرحلة الثالثة، والتي قامت على أعقاب الدولة السعودية الثانية وعاصمتها الرياض. وأصبحت الدرعية الرمز والتاريخ والإرث الأصيل والعاصمة التاريخية الأولى التي نحتفل كل عام في الثاني والعشرين من فبراير بيوم تأسيسها المجيد.
كاتب رأي
إلى صاحب المقام العالي والفكر السامي اخي وصديقي د. سعود بن شباب العتيبي
الشكر لكم ولجهودكم، رغم أنّ جميع كلمات الشكر لا تُوفيكم ولو جزءًا بسيطًا من حقكم، وذلك تقديرًا لعطائكم الدائم والمستمر ، و ربما لا تُسعفني الكلمات في قول كلمة الحق فيكم فشكراً لكم، ولتميزكم ملء الأرض حبًا وكرمًا
سطرتم بعباراتكم لوحةً من المجد والفخر تحكي قصة تأسيس دولةٍ قامت على الإيمان والعزيمة. الدرعية لم تكن مجرد واحة، بل كانت مهدًا لنهضةٍ عظيمة أرسى دعائمها الإمام محمد بن سعود بدمائه وتضحياته. وما زالت المملكة اليوم، امتدادًا لتلك البداية المشرقة، تواصل مسيرتها بثبات وعزة. يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى، بل هو تأكيد على إرث خالد ومستقبل مشرق.