كُتاب الرأي

يوم التأسيس .. عمق التاريخ ونواة المستقبل

المملكة العربية السعودية هذا البلد العظيم، الحاضن لمقدسات المسلمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، صاحب التاريخ الحافل بالتضحيات والمواقف المشرقة، المتميز بجغرافيته، الغني بثرواته الطبيعية، المتكون من حواضر وبوادِ وأسر عريقة، هذا البلد لم يولد البارحة صدفة، بل له جذور ضاربة في عمق الأرض منذ قرون عدة.

يقول الملك عبدالعزيز رحمه الله: «لست متطفلا على الرئاسة والملك، وإن آبائي معروفون منذ القدم بالرئاسة والملك، ولست ممن يتكئ على سواعد غيره في النهوض والقيام، وإنما اتكالي على الله، ثم على سواعدنا يتكئ الآخرون، ويستندون إن شاء الله».

يوم التأسيس، بداية الحكاية التي ما زالت تروى فصولها، وتطرب مستمعيها وقراءها على مر القرون، أبطالها امتلأت قلوبهم بالإيمان والمحبة، وعقولهم بالحنكة والحكمة، وأيديهم بالعدل والحزم، فحقق الله لهم غايتهم النبيلة، التوحيد والوحدة.

مكث الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ قرابة 20 عاما في تدعيم التأسيس والبناء، فكانت الدولة السعودية الأولى هي الدولة المركزية الموحدة في المنطقة، فاستتب الأمن وعم الاستقرار، مما أغرى الشيخ محمد بن عبدالوهاب صاحب الدعوة الإصلاحية بالانتقال إلى الدرعية، لأن الدعوة بحاجة إلى دولة قوية تحميها وترعاها، فالتقى الإمام محمد بن سعود بالشيخ محمد بن عبدالوهاب عام 1157هـ، وقدم له التأييد والدعم لدعوته التي توافق أهدافها الإسلامية الصحيحة أسس الدولة السعودية الأولى، فنشرت العقيدة الصافية، وتحقق التطور للمجتمع في جوانبه الاقتصادية والعلمية والحضارية.

إن في استعراض التاريخ وتفاصيله، واستنطاق الأحداث وتأملها، إضاءات تنير الوعي، ووثائق تقطع الشك باليقين، أن هذه البلاد المباركة عاشت منذ تأسيسها بين أداء الشعائر وتطبيق الشرائع، في حواضرها وبواديها، والويل كل الويل لمن يعاديها، فهي محفوظة برعاية الله سبحانه وتعالى لها، بحفظها كتابه عز وجل، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وتطبيق ما فيهما في شؤون الحكم والحياة، وخدمة الحرمين الشريفين، ورعاية زائريهما طوال العام، ومع ذلك لم تسلم هذه البلاد من الوشاية والنكاية، وتلفيق الأكاذيب، وترويج الشائعات، لكن الأحمق الجاهل فقط من يغمض عينيه عن الحقائق ويتبع الأوهام.

باسم القليطي

كاتب رأي

باسم القليطي

كاتب رأي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى