( من عارض اليمامة )

قبل أنْ نبدأَ ..
كانَ الليلُ غُولا
يخنقُ الأحلامَ ،
كي يزدادَ طولا
يمضغُ الوقتَ ،
ويرتادُ الطلولا
سرْمَدٌ ..
يَبْتَزُّ ناموسَ الجزيرةْ
وهيَ لا تعرفُ
للتدوينِ سيرَةْ
في متاهاتٍ
من الجهلِ خطيرَةْ
وشتاتٍ ،
ومجاعاتٍ كثيرةْ
شرعةُ الغابِ
مآسيهِا مُثيرةْ !!
واسْتفاضَتْ روحُها
تشكو إلينا
فأتيناها على شوقٍ ،
وقد ذابَتْ حنينا
( مِنْ بَدَيْنا ) ..
رَفَعَ الحقُّ لِوَانا ،
فمَضَينا
( مِنْ بَدَيْنا ) ..
نَضَّرَ الخيرُ خُطانا ،
فمَضَينا
وعلى وعدٍ من اللهِ
مع النصرِ ..
التقَينا
وعلى وعدٍ من اللهِ
إلى المجدِ ..
ارْتقَينا
من هنا ..
من عارضِ اليمامةْ
فَلَقٌ أخضرُ مشبوبُ الرؤى
أسرجَ النورَ جوادا ،
ولَوَى في كفِّهِ اليسرى خُطامَهْ
وبيمناه حسامٌ وخُزامَةْ
سلَّ عزمَ الجَدِّ ..
في أعصابِهِ إرْثُ الزعامَةْ
هلَّ كالصيِّبِ مدرارا
رُخاءً ريحُهُ ،
جَمّاً غمامَهْ
ومن الدرْعِيَّةِ ( العوجا )
تلا آيَ الإمامَةْ
يبعثُ التاريخَ من غفوتِهِ
الكبرى ،
ويجتثُّ ظلامَهْ
ويزكِّيْ الحُلْمَ في كل فؤادٍ
غَلَّلَ القهرُ بلا ذنبٍ حمامَهْ
آنَ أنْ تستيقظَ الدنيا ،
وأنْ نبدأَ للتأسيسِ ..
مشوارَ الكرامَةْ
أَبْشِري يا نجدُ بالمجدِ ،
وغني يا تهامةْ
شعر / جبران محمد قحل