رحلت رموز الخراب

محمد الفريدي
رحلت رموز الخراب
لم يكن تحديد نعيم قاسم موعد تشييع جثمان حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في يوم 23 فبراير الجاري مجرد حدث عابر في تاريخ المنطقة، بل سيكون لحظة تاريخية مفصلية، ملطخة بالذل والخزي والعار، يستحقها رجلان جَرّا لبنان وسوريا وفلسطين والمنطقة بأكملها إلى أسوأ كارثة سياسية وعسكرية وإنسانية شهدها الشرق الأوسط منذ عقود.
هاشم صفي الدين، لمن لا يعرفه، هو ابن خالة المدعو حسن كبتاجون، ويُعتبر خليفته المحتمل في زعامة الحزب قبل هلاكه.
شغل منصب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، ويرتبط كذلك بصلة مصاهرة مع المجرم الهالك قاسم سليماني، حيث زوّج ابنه رضا من زينب قاسم سليماني، على ملة الحزب وشريعة آية الشيطان زرادشت، لا قدّس الله روحه ما دامت السماوات والأرض.
رحل الاثنان في ضربة واحدة إلى حيث يجب أن يكونا منذ زمن بعيد، جنبا إلى جنب مع الهالك المجرم قاسم سليماني، الذي سبقهما إلى حفرة الذل والعار التي صنعها بأفعاله الإجرامية في العراق وسوريا وفلسطين واليمن ولبنان.
حسن نصر الله وهاشم صفي الدين لم يكونا سوى أدوات إيرانية بامتياز، سخّرا لبنان ليكون قاعدة متقدمة لسياسات الحرس الثوري، واستخدما المقاومة الفلسطينية كشعار فارغ لتمرير وتبرير أجندة ولاية الفقيه في المنطقة.
وكانت النتيجة: خراب، ودمار، وتشريد للشعوب العربية، وإدخال لبنان وسوريا وفلسطين ومنطقتنا بأكملها في صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
في السنوات الماضية، أصبح لبنان رهينة بيد نصر الله وميليشياته، وتحوّلت بيروت من عاصمة عربية مزدهرة، كانت تُسمى قبل أن يلوثها هذا التنظيم بـ”باريس الشرق”، إلى مدينة منكوبة، يعيش أهلها تحت وطأة الفقر والجوع والنفايات، والأزمات الاقتصادية والسياسية، والاغتيالات، والانفجارات، وترويج المخدرات، والانهيارات المتتالية.
كانا هما وحزبهما المجرم يقفان حجر عثرة أمام أي محاولة لإنقاذ لبنان من أزماته، مدفوعين بولائهما الأعمى لإيران وحرسها الثوري، فقتلا، بإشارة منها، المعارضين، واغتالا الصحفيين، وأحبطا كل محاولات الإصلاح السياسي والاقتصادي، وتحولا إلى دولة داخل الدولة، يتحكمان بالسلطة والسيادة والسياسة والسلاح والمال، وبمصير لبنان وشعبه، الذي يعيش في الفقر والقهر منذ عشرات السنين.
أما قضية فلسطين، فكانت أكبر كذبة استخدمها نصر الله وابن خالته هاشم صفي الدين لتحقيق طموحات طهران في الهيمنة على المنطقة، ولم تكن يوما من الأيام تعني لهما شيئا سوى أنها أداة للمزايدات السياسية، وغدا سيذهبان إلى قبريهما، غير مُؤسف عليهما، في موكب جنائزي فخم، تاركين غزة وأهلها تحترق تحت الدمار والنار والتهجير والبيع والاستعمار، بعدما تاجرا بقضيتها لأكثر من 40 عاما مضت.
فقد كانت سياستهما قائمة على الشعارات الجوفاء، بينما كان الفلسطينيون المخدوعون يدفعون ثمن شعاراتهما وخيانتهما المتكررة، فتركوهم في مواجهة العدوان الغاشم دون دعم حقيقي بالامس واليوم، مكتفين بالخطب الرنانة والكلام الفارغ فيما مضى، ويكفيهم خزيا أنهم رحلوا كبقية العملاء بعد انتهاء أدوارهم ، واحتراق أوراقهم، وذر رمادها في الهواء.
لم يكن حسن نصر الله سوى نسخة مكررة من مجرم الحرب الإيراني الهالك قاسم سليماني، الذي قُتل على يد الأمريكيين في العراق، بعدما ارتكب أبشع الجرائم بحق العرب والمسلمين.
فكما أشعل سليماني الفتن الطائفية، ودمّر سوريا والعراق واليمن، فقد كان نصر اللات يفعل الشيء ذاته في لبنان وفلسطين، محولا ترهات مقاومته إلى أذرع لطهران، ويضحي من أجلها بالأبرياء لخدمة مشاريع الملالي، الذين لا يريدون إلا أن يكونوا أكثر حقدا ونجاسة من الشيطان.
كان نصر الله رفيق درب سليماني في التآمر على الدول العربية، وشكّل الاثنان، بالعمالة والمصاهرة، محورا للفساد والخراب والدمار، يعملان على تدمير أي مشروع عربي مستقل، و يغذيان الصراعات الطائفية لخدمة أجندات الولي الفقيه.
وعندما قُتل سليماني، خرج نصر الله يندب حظه، ويبكي كالطفل أمام الكاميرات، كأنه فقد أباه الروحي، لأنهما كانا وجهين لعملة واحدة في الإجرام والقتل والخيانة والعمالة والتدمير.
واليوم، يلحق به إلى المصير نفسه، إلى الجحيم الذي أعده الله للطغاة والمجرمين.
وبرحيلهم، سيتنفس حتما لبنان الصعداء، ولكن ستبقى تحدياته قائمة، فحزب الله لم يكن شخصا واحدا ، بل منظومة متكاملة من الفساد والعمالة والخيانة، حوّلت لبنان إلى رهينة بيد إيران، واستمرت تستنزف الدولة اللبنانية لصالح مخططات الحرس الثوري و الملالي في طهران .
وموتهما يشكل فرصة للشعب اللبناني للانتفاض على هذا الكابوس الطويل، واستعادة دولته من براثن تنظيم القتل والإرهاب.
لم يتأخر نعيم قاسم في دفنهما إلى هذا اليوم، في اعتقادي، إلا لكي يضمن أن الحكومة اللبنانية ستعمل لهما جنازة رسمية، توحي للعالم بأنهما رجلا سلام رحلا إلى دار الخلود والسلام، وليس مجرمي حرب قتلا أبناء السنة والجماعة شر قتلة في فلسطين وسوريا ودمّرا لبنان.
لقد أراد فلول حزبهما الإجرامي بالمراسم الجنائزية المتوقعة تلميع صورتهما، وإخفاء حقيقتهما السوداء عن العوام، لكن جرائمهما ستبقى محفورة في ذاكرة الشعوب العربية، ولن يمحوها أي حفل تأبيني رسمي أو غير رسمي أو مراسم خداعة.
لقد ذهب نصر الله وصفي الدين إلى حيث يستحقان ويجب أن يكونا، إلى مزبلة التاريخ، التي هي المكان الطبيعي للخونة والمتاجرين بدماء الأبرياء، وسيرافقان في الجحيم، إن شاء الله، قاسم سليماني، وكل من دمّر سوريا ولبنان وفلسطين باسم المقاومة المزيفة، التي استخدمت كغطاء لخدمة أجندات الملالي والحاخامات. وستظل أسماؤهم ملطخة بالعار، وتاريخهم مغموسًا بالدماء، فالشعوب لن تنسى جرائمهم مهما حاولوا تزييف الحقائق أو إخفاء جرمهم وراء شعارات ومراسم جنائزية كاذبة، وستظل مقاومتهم المزعومة شاهدا على الخيانة الكبرى التي ارتكبوها بحق الأمتين العربية والإسلامية ما دامت الأمتان على قيد الحياة.
وسيكتب التاريخ أسماءهم في قائمة العار، جنبا إلى جنب مع أسوأ الطغاة والمجرمين في العصرين القديم والحديث.
أما أمتنا العربية والإسلامية ، وإخواننا الفلسطينيون، فسيواصلون طريقهم، و سينهضون من جديد، رغم كل ما خلّفه هؤلاء المجرمون من تدمير ودمار، لأن الحقيقة الباقية التي تعلمناها هي أن الخيانة لا تدوم، ومشاريع العمالة والمشاريع الوهمية مصيرها السقوط، وكل عميل لإيران سيلحق بهما، واحدا واحدا ، إلى ذات المصير.
دائماً تتحفنا بمقطوعه موسيقية في صيغة مقال .. ما اشرت اليه بمقالك عن حسن نصر الشيطان ورفيق دربه صفي الدين الذين دمروا لبنان وسوريا بحجة المقاومة ماهي إلا خدمةخدمةً لاسيادهم ملالي طهران وقد لاقوا مصيرهم بعد انتهاء دورهما وحرق أوراقهما ..
أما مايخص الفلسطينيين فطالما قادة حماس لازالوا يرتمون بإحضان الفرس فلا ترجوا لهم خيراً إلا أن يغيروا نهجهم ويعودوا للحضن العربي خاصةً مركز القرار السياسي المملكة العربية السعودية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين حفظهما الله بحفظه .. وأما الرئس الفلسطيني محمود عباس فلا اعتقد ان له أي دور سوى جمع الاموال في ارصدته .. كان الله في عون إخوتنا الفلسطينيين المغلوبين على أمرهم .
تقبل تحياتي .
حياك الله، مستشارنا الفاضل أبا عبدالله، وأشكرك على إبداعك المعتاد في صياغة الردود التي تجمع بين العمق والتحليل الدقيق.
ما تفضلت به عن حسن نصر الشيطان ورفيقه صفي الدين هو عين الحقيقة، فهؤلاء لم يكونوا يوماً سوى أدوات بيد ملالي طهران، ينفذون أجنداتهم التخريبية تحت ستار المقاومة، حتى جاء الوقت الذي أُحرقت فيه أوراقهم بعد انتهاء أدوارهم المشبوهة.
أما بشأن الفلسطينيين، فطالما أن قيادات حماس لا تزال تلهث خلف طهران، فلا يُرتجى لهم خير، إلا إذا غيّروا بالفعل مسارهم وعادوا للحضن العربي، وتحديدا تحت مظلة المملكة العربية السعودية، التي كانت ولا تزال مركز القرار السياسي والحاضن الحقيقي للقضايا العربية.
أما العم محمود عباس، فهو مزهمر منذ زمن بعيد و في نظر الكثيرين مجرد إداري منشغل بجمع الأموال أكثر من كونه قائدا ثوريا يسعى لتحرير شعبه من براثن الاحتلال.
فالله المستعان على حال إخوتنا الفلسطينيين، الذين لا ذنب لهم إلا أنهم وقعوا بين تجار الشعارات والمتاجرين بقضيتهم منذ عشرات السنين. وتقبل تحياتي واحترامي.
محبكم / أبو سلطان
من الآخر مقال يبرد القلب
ستنام منطقة الشرق آمنة
وتستيقظ على تحقيق أحلام سعت إليها
سلمت يمينك أستاذ محمد
أستاذة فاطمة: هذه شهادة أعتز بها من قلم مميز، كلماته تبعث الحماس والتفاؤل .
نسأل الله أن يديم على منطقتنا الأمن والأمان والاستقرار بعد رحيلهم، وأن يحقق تطلعاتها، وشكرا لطيب كلماتك سيدتي ودعمك المستمر. وتقبلي تحياتي.
أخوك، أبو سلطان
لافض فوك كاتبنا المبدع
👍👍👍👍
أستاذة ابتسام، بارك الله فيكِ على هذا الإطراء الجميل، وشكرا لتشجيعك الدائم. كلماتك محل تقدير واعتزاز ، ودمتي بخير وسعادة.
أخوك / أبو سلطان