نادي القصة

(فصل خامس)

 

………..
عاشتْ حياتها على رتم منضبط
كالخط المستقيم ، حريصة كل الحرص على تحركاتها ، قراراتها ، ردود أفعالها..
الكلمة لديها بميزان والصمت لديها بحسبان..
سعيدة بنهجها ، راضية بنمط حياتها المُمل..
تتقالب فصول السنة أمامها ، وهي لا تشعر بها ، أو تكاد تدرك منها فصلٍ واحد ..
.
إلى أن زارها الثائر ، الغائر ، العاصف ،
ذلك الضيف الذي إذا حلّ بالقلب كانت الكارثة ، إنّهُ الحب الذي يأتي كصاعقة برقٍ ، تضرب جذوة القلب فيُصعق..
.
بدأت تشعر بحرارة صيف الحب ولهيبهُ مع كل نظرة منهُ ، وتهطل عليها أمطار الشتاء الهادئة مع كل ضمة وارتجاف بين يديهِ، وتُزهر كورد الربيع مع نغمات غزله وصوت أنفاسهِ بقرب مسمعها ، بينما في البُعد عنهُ جفّتْ وذوتْ وتساقطتْ أوراق عاطفتها ، وعبث بها الخريف وتعرّتْ ..
.
فقد عاشتْ معهُ كل الفصول بوقتٍ واحد ، وأصبحت تبحث عن خلاصها منهُ بعد دوامة عشقه اللا منتهي ، وبعد أن أنهك قلبها ذلك الزائر الثائر ..
.
ولا مخرج لها سوى معجزة أو طقوس فصلٍ خامس..
…….

 

أحلام أحمد بكري

كاتبة رأي

أحلام أحمد بكري

كاتبة رأي وقاصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى