إن اختيار الأصحاب يعد من أهم القرارات التي يمكن أن يتخذها الإنسان في حياته. فالأصحاب لهم تأثير كبير على تفكيرنا، وسلوكنا، وأهدافنا في الحياة. إذا كنت محاطًا بأشخاص طموحين وإيجابيين، فسوف يتولد لديك الدافع لتكون مثلهم. أما إذا كنت محاطًا بأشخاص سلبيين وغير طموحين، فقد يؤثر ذلك سلبًاعلى طموحاتك وإنجازاتك
كما قال الشاعر عدي بن زيد
“إذا كنتَ في قومٍ فصاحب خيارهم
ولا تصحب الأردى فتردى من الردي”
تُعدّ الصداقة من أعمق العلاقات الإنسانية وأبسطها في نفس الوقت، فهي علاقة مبنية على المحبة والاحترام المتبادل والثقة. تسهم الصداقة في تحسين الصحة النفسية والجسدية للأفراد، حيث تُظهر الدراسات أن الأصدقاء يدعمون بعضهم البعض في الأوقات الصعبة، مما يقلل من التوتر ويعزز الشعور بالانتماء والأمان كما يقول العرب ” تعرف الصديق عند الشدة ”
من المعروف أن الإنسان يتأثر بمن حوله ، فالأصحاب الجيدون يشجعونك على السعي نحو الأفضل، ويكونون دائمًا بجانبك في الأوقات الصعبة، ويوفرون لك الدعم اللازم لتحقيق أهدافك. أما الأصحاب السيئون، فقد يجرونك إلى العادات السيئة والتصرفات غير اللائقة. فالصديق الجيد يكون دائمًا مصدر إلهام وتحفيز، ويشجعك على تطوير مهاراتك واكتساب معارف جديدة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأصحاب الجيدين يساهمون في بناء شبكة اجتماعية قوية تساعدك في مختلف جوانب حياتك.
في عصرنا الحالي، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وتعددت تطبيقاته في شتى المجالات، بما في ذلك مجالات التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، يظهر لنا في الآونة الأخيرة نوع جديد من الصداقة المتمثل في التفاعل مع الذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من الفوائد الكثيرة التي قد يراها البعض في هذا النوع من العلاقات، إلا أنها يخلق بعض العواقب السلبية التي قد تنشأ من الاعتماد المفرط على هذه العلاقات غير الإنساني. من أهم السلبيات في صداقة الذكاء الاصطناعي أنها تفتقر إلى المشاعر الإنسانية والتفاعل العاطفي الطبيعي. في حين أن الذكاء الاصطناعي قد يبدو قادراً على محاكاة المشاعر، إلا أنه لا يستطيع فهم الأحاسيس الداخلية للإنسان أو تقديم الدعم العاطفي الحقيقي. مما يؤدي إلى عزلة عاطفية قد تكون ضارة بالصحة النفسية والروحية.
يمكن القول إن اختيار الأصحاب يعد من الأمور الحاسمة في حياة الإنسان. إذا كنت في قوم، فصاحب خيارهم لأنهم سيكونون السند والدعم الذي تحتاجه لتحقيق أحلامك وطموحاتك.يجب على المسلم أن يسعى للحفاظ على توازنه بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على الروابط الإنسانية الصادقة التي تعزز قيم الدين الحنيف، مستحضراً قول النبي صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.”
أبو حماد ناصر الأنصاري
كاتب رأي – الهند
