نادي القصة

(عبث الكلمات)

أحلام أحمد بكري

 

(عبث الكلمات)

‏مساء الخير
‏لتلك العيون التي تذبح
‏بنصل رمشها..
(قلتها بعد أن تأخرتُ عن موعد حضوري عنها قرابة الثلاث ساعات ، بعدها رمقتني بنظرة حادة تخطّت العتاب وصولاً للغضب)
قالتْ:
أهلاً ، متاخراً كالعادة..
( وأشاحتْ بوجهها عني)
.
(قلتُ مستدركاً الوضع متلطفاً معها)
عيناكِ الخجلى
‏بئرٌ ممتلئ ماء
‏أنهل منهُ على عجلٍ
‏ولا أكتفي..
لماذا تخفين عني وجهكِ..؟
‏وددتُ أن أبحر خلال ملامحكِ
وأُجدّف بشفاهكِ
وأصطاد دمع عينيكِ بالقُبّل
وليلفح شراعي أنفاسكِ الدافئة..
.
( أطلقتْ ضحكة ساخرة وقالتْ)
مازلتَ تعبث بالكلمات كي تحجب أفعالكَ..!
قلتُ: ‏أتعلمين ..؟؟
‏أتدركين ..؟؟
‏أحتضانكِ..
‏يسقطُ عن كاهلي كُل أثقال البشر..
.
قالتْ: تظل تُشاكسني بالحديث حتى أنسى تأخيركَ عن الحضور..
أتعلم..!؟
قلتُ : ماذا..؟
قالتْ :
‏لك طُهر الطفولة
‏وشغب الصغار
‏وشغف المراهقين
‏ورواق العاشقين
‏ونضج الصامتين
‏وكبرياء القادرين
.
‏قلتُ : الله الله..
‏مع صمت الليل المطبق
‏وحديثنا الاعتيادي
‏تأخذني نبرة صوتك للفرح للأمان..
وكل ليلة تأتي ، أحبك أكثر بكثير
‏من الأمس..
.
قالتْ: بعد كل حديث معكَ ، أكتشف أن لا حول لي ولا قوة..
وعلى يقين إن للهزيمة بين يديكَ ، لذّة تعادل وتفوق لذّة الانتصار..
……….

قاصة وكاتبة رأي

أحلام أحمد بكري

كاتبة رأي وقاصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى