كُتاب الرأي

(القواعد العشر  للمرحلة الملكية )

الدكتور سالم بن رزيق بن عوض

 

(القواعد العشر  للمرحلة الملكية )

حقيقةً  ! الموفق  من  وفقه الله تعالى  إلى  معرفة  نفسه  ومعرفة ربه  ، ومعرفة  واجباته  وفرائضه  في الحياة الدنيا وأخذ الله  تعالى  بيده  إلى  طريق الخير  والفضل والصلاح والبركة  ، وملأ  نفسه من  كمالات   نفسه ،  فهو  يراها في  خير  وعلى  خير   وإلى   خير   !

تمر   مراحل  العمر   المختلفة  على كثير  من البشر   سريعة!  وسريعة جدا  !  فهو   لا  يكاد   يدخل  مرحلة  من المراحل  حتى ينسى   المرحلة  التي  قبلها   ؛  ويفقد  لذة  المرحلة  التي  هو  فيها   ! وهكذا  تمضي  وتسير  مراحل  العمر  ، ومحطاته  المختلفة والمتباينة !

ولكل  مرحلة  من  مراحل  الحياة  العمرية  ،  ولكل  محطة من  محطات  العمر   جمال  ودلال  وكمال ونوال   ، والكيس اللبيب الفطن  الحاذق  هو  من  يوفق في تلك  المراحل والمحطات إلى  معرفة مساحات ومسافات نفسه وأسرته ومجتمعه والناس والعالم أجمع  ، ويملأ   وعاء  نفسه  بالعلم  النافع والعمل  الصالح والإنجازات الكبيرة والمشرفة  له !.

كنت  استمع  إلى  مقطع  جميل للدكتور   خالد  المنيف – شكر  الله  تعالى   له  –   وهو    يتكلم   فيه  عن المرحلة الملكية  في  حياة الفرد والأسرة والمجتمع ،  وكيفية استثمار  تلك  المراحل  والمحطات  من العمر  ،  والاستمتاع  بكل  فترات المرحلة الملكية ،  وإيقاف العداوات   والحروب  فيها     ،  والعيش   لها   ولها   فقط ؟ !.

هذا  الكلام  الذي  تحدث  به  الدكتور   نفيس  !  بل  من  أنفس  الكلام  الذي  يجب  على  الإنسان  أن يفهمه ويحفظه ويعيشه  في مراحل  حياته  ،  وليجعل   حقيقة  جميع  مراحل  حياته هي مراحل  ملكية جميلة ورائعة وساحرة  !.

 

من  أبرز  قواعد ووصايا المرحلة  الملكية حقيقة   :

القاعدة  الأولى : حياتك غالية وعزيزة ونفيسة وليس ثمة  ثمن لها  على وجه كوكب الأرض الجميل  ؛ والزمن  القادم  منها  أكثر  نفاسة ؛ فأقبل  نفسك العظيمة   كما  هي  الآن  ! ثم  أقبل  الناس  كما  هم ! كما  هم  عليه  !!

القاعدة الثانية : أنت الربّان والقائد الحقيقي  لحياتك الماضية والقادمة! وأنت  من  تقول  : نعم !  وأنت من  تقول : لا !

القاعدة الثالثة: توقف  فوراً عن النّدم  على  الماضي   ؛  فالماضي ماضي  مهما   حاولت  إعادته  أو  إرجاعه  ،  وقد  ذهب ولن  يعود  أبداً ، والتفكير   في  الماضي  قتل  بطيء  للحاضر ، فقط  استفد من تجارب ودروس الماضي ! ثم  أجمع  كل  سلبياته وأخطائه  وفشله  وضع ذلك في صندوق  كبير   وأرمه  في  محيط  النسيان  !

القاعدة  الرابعة: توقف فوراً عن  اللوم والتأنيب  ؛  فاللوم والتأنيب  يحطم  النفس  ،  ويذهب  القوة والعزيمة .

القاعدة  الخامسة: توقف  فوراً عن فتح ملفات وأعمال الماضي والتفتيش  بها  ؛  فليس  وراءها  طال  !  وليس  لها  فائدة إلا  الضعف والخور  والهوان  والتأخر  عن الحياة الإنسانية.

القاعدة  السادسة : توقف فورا  عن المقارنة  بينك وبين الآخرين  ، فأنت  غير  الآخرين  ! في كل  شيء  !  في  القدرات والطاقات والمواهب والملكات  أنت مخلوق جميل ورائع مختلف عنهم  ، والمقارنة  غالباً ظالمة ! فأنت نسيج  وحدك !

القاعدة السابعة : فتش فيما  تملك  !  فيما  أعطاك الله تعالى من القدرات والطاقات والمواهب والملكات العالية الفاضلة واستعملها   فيما  ينفعك  ويسعدك في الحياة الدنيا والآخرة.

القاعدة  الثامنة : توقف  فوراً عن إعطاء أهمية لأقوال وآراء ووجهات نظر  الآخرين،  جميع  آراء الآخرين  هي مجرد آراء تخصهم  هم  ، ولا  تهمك  تلك  الآراء  أو الأقوال ، فقط أدر ظهرك  وأغلق أذنيك  عن آراء وأفكار  الجميع  مهما  كانت !.

سواء   كانت  تلك الآراء  مدحاً أو ذماً  فيك  أو  في ملبسك أو مسكنك أو سيارتك  أو في  أقوالك وأفعالك فقط تغافل عن تلك الأقوال والآراء ، وأمتها   بعدم  الخوض  فيها !

القاعدة التاسعة  : عش واستمتع   في حدود  قدرتك  وطاقتك وميزانيتك وفي  حدود   ما  تملك  أنت  دون  غيرك  . ولا تمد عينيك إلى زهرات  الحياة الدنيا،  وما  فضل الله تعالى  الناس بعضهم على بعض .

القاعدة العاشرة  :  اعتمد   قول الله تعالى  ( فخذ ما آتيك وكن من الشاكرين   )  شعاراً كبيراً  للمرحلة الملكية القادمة ، وأحسن الظن بالله وفي الله تعالى   ،  وأكثر  من الدعاء  والذكر  وقراءة القرآن الكريم،  والإستعداد  بالفوز  برضوان الله تعالى  وجناته وبالفردوس الأعلى من الجنة  إن شاء الله تعالى.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يبارك للجميع في جميع مراحل  ومحطات  العمر ؛ وفي المرحلة الملكية خاصة   التي يمر  بها الإنسان!  وأن يجعلها  عونا له  على طاعة الله تعالى  وأن تكون من علامات حسن  الختام وحسن  القدوم على  الله تعالى على رضوانه  وجناته والفردوس الأعلى  مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

آمين آمين آمين  يارب العالمين.

 

كاتب رأي ومستشار أسري

 

 

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى