كُتاب الرأي

رسالة إلى زوجتي العزيزة

 

 

أحياناً تكون الظروف والأحداث والضغوط المختلفة والمتباينة الضاغطة علينا أكبر  من عقولنا وقلوبنا وتجاربنا الحياتية اليومية ! وربما كنّا  في ذهول عن  كنوز  وجواهر  حياتنا الزوجية والأسرية الخاصة ! وما يتعلق بأوقاتنا الحميمية! وجلوسنا  مع بعضنا ! والسماع والاستماع   إلى  بعضنا  ! وإشباع رغباتنا واحتياجاتنا ! وتجاوز صرخات أنفسنا وأرواحنا  ! والإقبال على كل  ما يزرع بيننا البعد  والخلاف والفرقة ! والنفرة والغربة ! ومحاولة التخلي عن المشروع الذي  أنشأناه   نحن  ثم ولد بيننا منذ    اليوم  الأول  !

إن الانشغال بالأعمال والوظائف والاهتمام بها   ! والاهتمام  كذلك  بتوفير  جميع  الاحتياجات الضرورية والأساسية  في  الحياة الزوجية والأسرية  ،  والسعي  اليومي  في  فجاج   كوكب  الأرض   لتحصيل    كل  ذلك  ،  والتركيز  في  التفاصيل  والجزئيات  ودقائق  العمل  والعناية به    ! ربما  كان كل ذلك من أسباب  بعدي وانشغالي عنك  ! وشرودي الدائم  وغيابي وأنا  بين يديك !

إن التركيز الشديد  في تفاصيل  تفاصيل عملي !  والحرص على الحضور المبكر !  والإستعداد  لهذا الحضور  والعمل ! والتهيئة النفسية والعقلية المزاجية  لهذا  العمل المرهق ! والمسؤوليات المنوطة بي والتكاليف  التي لا تنتهي !  وربما حضوري  بعض الندوات والمؤتمرات  !وإلقاء المحاضرات والبرامج المختلفة في مجال العمل وربما  مشاق  السفر  من  أجل  العمل  كذلك   !  ربما  كان  كل  ذلك من أسباب  بعدي الشديد  عنك و غيابي الطويل عن بيتي وأولادي ! حتى ما  أقدمه  من هدايا  لهم  ! وما أمدكم  به من أعذار  كل ذلك يزيدني  مع  البعد  بعداً  آخر !

ربما  كانت  الصحبة التي أحاطت  بي لفترة من  الزمن من الأصدقاء  والزملاء الفارغين  !  لها أكبر الأثر  السلبي  على علاقتي  بك  !  زوجتي الحبيبة ! وكذلك  على علاقتي بأولادي !

 إن الأخبار والأحاديث التي كانت تغزو عقلي وقلبي وروحي من أكثر  الأصدقاء والزملاء    وبعض  وسائل التواصل الاجتماعي  التي كنت  أشاهدها  لدرجة  العشق  الممنوع   والإدمان  الخطير   عليها  !  والتي ليس لها من  هدف  إلا تشويه صورة الحياة الزوجية والأسرية!

وليس  لها  هم إلا السعي في تفكيك وتفكك الأسر الكريمة والعوائل المحترمة! وترك أكبر حصن حصين للتربية والتنشئة والتعليم ضائعاً مهدماً الأركان والجوانب  منهار الأسقف ! مضطرب الدعائم !  كذلك  لا تخلو حياتي الخاصة من الإضطربات المختلفة والإنفعالات المتباينة والتي كادت في فترات متباعدة أن تؤدي بحياتي معك ؛ ومن تلك الإنفعالات المستمرة أيام التغيرات المزاجية والعصبية  والإنفعالية  التي أعاني فيها  بعض الهموم والغموم والآلام  ! وقد تجدنني فيها  دائماً حاد  المزاج  أو منعزل تماماً أفضل  الوحدة والبعد عنك وعن أولادي ! .

ربما  أسلوب النقد الحاد فيما  تعرضيه علي  أنت  من أفكار وآراء تستدعي مني التريث والاهتمام وأخذ أكثر ما تقولينه  لي من باب الجد ! وعدم تبسيط الأمور مني كان سببا في بعدي عنك وبعدك أنت  عني !  وربما كان  الإسراف  والتبذير   الاقتصادي  ! وعدم الضبط  في الإنفاق   على الأولاد   كان سببا في بعدي عنك وبعدك  عني ! والزوج يا زوجتي الحبيبة يحب في الزوجة  كل شيء مهما كانت إلا  السوء في  أخلاقها  وأفكارها  وسلوكها  !   ويحب  أن تشاركه إدارة المال  مع السخاء  والبذل والعطاء في المال والخلق ، لكنه  يكره الإسراف والتبذير  في  كل  شيء  !

ومهما  كانت الأسباب والمبررات والإعتبارات التي دعت إلى بعدي عنك وبعدك عني فأنا بعد هذا   كله وقبل هذا  كله أحبك حباً كبيرا   !  فأقرئي  رسالتي هذه بقلبك وبمشاعرك وأحاسيسك:

زوجتي الحبيبة مازال القلب عامراً بك أنت .

زوجتي الحبيبة مازال العقل  بك يفكر  .

زوجتي  الحبيبة  مازالت مشاعري وأحاسيسي فيك ولك.

زوجتي  الحبيبة ما زلت لك  الزوج  والعاشق  الحبيب.

زوجتي الحبيبة ما زلت فيك راغب ولك محب  !

زوجتي الحبيبة تغيرت الأيام والليالي  وما زلت أراك وأشاهدك.

زوجتي الحبيبة ما زال  في  العمر  بقية !  وللحب بقية

زوجتي الحبيبة  أجمع كل قواي العقلية والنفسية وأقدم اعتذاري عن أخطائي وأغلاطي في حقك أنت .

زوجتي الحبيبة صدقيني أنني ما زالت لك  محب !  وبك عاشق  ! وإليك  مشتاق   ! .

التوقيع   ،،،

زوجك العزيز

د. سالم بن رزيق بن عوض

المصلح والمستشار الأسري

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى