كُتاب الرأي
التنمر على أسماء البنات

نشهد ظاهرة مقلقة تتمثل في التنمر على أسماء الفتيات، خاصة تلك المستوحاة من شخصيات إسلامية بارزة. هذه الممارسة لا تعكس فقط جهلاً بالتراث الإسلامي، بل تشير أيضًا إلى تحول ثقافي عميق في مجتمعاتنا. تجاهل التراث الإسلامي نلاحظ تزايدًا في الابتعاد عن الأسماء التقليدية المرتبطة بزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وبناته، وكذلك زوجات الخلفاء الراشدين. هذه الأسماء، التي تحمل في طياتها قيمًا ومعاني سامية، أصبحت للأسف هدفًا للسخرية والتنمر. البحث عن الغرابة والتميز يسعى بعض الآباء إلى اختيار أسماء غريبة أو مستوحاة من الثقافة الغربية، ظنًا منهم أنها ستمنح أطفالهم تميزًا. هذا التوجه يعكس رغبة في التفرد، لكنه قد يأتي على حساب الهوية الثقافية والدينية. المعاناة النفسية للأطفال الأطفال الذين يتعرضون للتنمر بسبب أسمائهم قد يعانون من مشاكل نفسية عميقة، تؤثر على ثقتهم بأنفسهم وتطورهم الاجتماعي. الضغط على الوالدين الآباء والأمهات يجدون أنفسهم في موقف صعب، محاصرين بين رغبتهم في اختيار اسم ذي معنى وقيمة، وبين خوفهم من تعرض أطفالهم للتنمر. إحياء التراث علينا العودة إلى جذورنا وإحياء الأسماء ذات المعاني النبيلة. هذه الأسماء ليست مجرد كلمات، بل هي حاملة لقيم وتاريخ عريق. تثقيف المجتمع من الضروري نشر الوعي حول أهمية احترام الأسماء وتقدير تنوعها. التثقيف يجب أن يبدأ من المدارس والبيوت لخلق جيل أكثر تسامحًا وتفهمًا. مواجهة التنمر يجب وضع استراتيجيات فعالة لمكافحة التنمر في المدارس والمجتمع، مع التركيز بشكل خاص على التنمر المرتبط بالأسماء. والخاتمة إن اختيار اسم الطفل هو مسؤولية كبيرة وقرار شخصي للغاية. بدلاً من التنمر والسخرية، علينا أن نحتفي بتنوع الأسماء في مجتمعنا، وأن نتذكر أن وراء كل اسم قصة وهوية فريدة. فلنعمل معًا على بناء مجتمع يحترم الاختلاف ويقدر التراث، ويحمي براءة الأطفال من آفة التنمر .
سمير الفرشوطي
كاتب رأي