السعوديون والخروج في مظاهرات مليونية

السعودية، دولة ذات سيادة وحضارة عريقة وثروات طبيعية هائلة، وعانت من جملة من التحديات في بداية تأسيسها، تحديات سياسية، واقتصادية واجتماعية، وأمنية، انعكست على حياة المواطن السعودي، وعلى الرغم من تقدمها الملحوظ اليوم في معظم القطاعات إلا أن هناك مشكلات تحتاج إلى حلول جذرية وليست حلولا سطحية.
واجهت في الماضي تحديات جسيمة في بناء الإنسان والبنية التحتية، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، وشهدنا نحن في العقود الماضية تركيزا على مشاريع إنشاء المستشفيات والطرق وبناء الجسور والأنفاق، وهي مشاريع حيوية لربط المدن وتسهيل الحركة المرورية، فقد كان من الصعب علينا التنقل بين المدن إلا بسفن الصحراء، أو بالسفر بسيارات الأجرة الخردة لعدة أيام عبر طرق ترابية غير معبدة، وقد تحسنت للأمانة جودة النقل والتنقل بعد ذلك نوعا ما، ولكن للأسف كانت بتكلفة مالية باهظة، والجهود المبذولة لم تحقق الأهداف المرجوة منها بالكامل، فقد كان هناك قصور في الإدارة والتنفيذ، إضافة إلى تأخير في المشاريع من المقاولين، واستنزفت الميزانيات الضخمة التي رصدت لتنفيذها نتيجة الفساد المستشري، وسوء الرقابة المالية والإدارية، وسوء استخدام المال العام آنذاك، ورغم كل تلك المشاريع والميزانيات الضخمة لم يشعر المواطن السعودي في تلك الفترة بتحسن ملموس في جودة الحياة، وكان يواجه في نفس الوقت ضغوطا اقتصادية متزايدة، وارتفاعا في تكاليف المعيشة، وتدهور مستمر في الخدمات الحكومية المقدمة، وتأخر في تنفيذ المشاريع، وكل هذه العوامل كانت تساهم في تآكل قدرته على الصمود والاستمرار، وفي نفس الوقت تضعف من مقومات الأمن والاستقرار.
ولهذا أخذت الحكومة السعودية الحالية خطوات جادة وجبارة نحو تأهيل الإنسان السعودي أولا، وإعادة التأهيل لا تقتصر فقط على البنية التحتية، بل تشمل أيضا الجوانب النفسية، والاجتماعية والاقتصادية، وبناء منظومة تعليمية وصحية قوية متكاملة تستطيع أن ترفع من مستوى الإنسان وتمكنه من المساهمة في بناء وطنه.
من سبع سنين مضت والسعودية تركز جهودها على إعادة بناء ما تآكل أو تهدم من بنيتها التحتية، توسع الطرقات، وتبني الجسور والمحطات الكهربائية والقطارات والمطارات، وتحسين وسائل النقل والتنقل التي لم نكن لنصدق أو نحلم برؤيتها في بلادنا يوما من الأيام، ومع هذا ما زالت تعاني من تحديات تتعلق بتأخير المشاريع والفساد، ولا يزال هناك قصورا في إدارة المشاريع وتنفيذها نتمنى الخلاص منها لنبدأ مرحلة جديدة من الرقي والتطور ومزيدا من البذل والعطاء.
الخلاصة أن السعوديين رغم أنهم يعانون من الضغوط الاقتصادية المتزايدة كبقية الشعوب الأخرى بسبب الظروف العالمية الحالية، وارتفاع تكاليف المعيشة، وغلاء السلع، وتأخير المشاريع والأضرار الناجمة عن تنفيذها أو تأخيرها، وارتفاع نسب البطالة التي تؤثر سلبا على الاستقرار الاجتماعي، إلا أنهم ملتفون حول قيادتهم، برغم أن المحرضين من الخارج يحرضونهم في وسائل التواصل المختلفة على الخروج في مظاهرات مليونية للمطالبة بالوظائف وتحسين معيشتهم، وما يثلج صدورنا نحن الآباء هو سماع أبنائنا وهم يردون عليهم بقولهم: (إلا السعودية)، (السعودية خط أحمر)، (نحن ننعم في مملكتنا بالأمن والأمان، ولو لم يكن لدولتنا إلا هذا الإنجاز لكفى).
ومع هذا الموقف النبيل غير المستغرب من أبناء هذه البلاد الطاهرة، أقول لا بد من بناء منظومة تعليمية قوية متكاملة تسهم في رفع مستوى الأفراد فكريا وذهنيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا وتعليميا وتربويا وتدريبا وفنيا وتقنيا ونفسيا، وتطوير الخدمات الصحية لضمان سلامة ورفاهية المواطنين، وتقديم الدعم المالي والاجتماعي ﻭ النفسي والمعنوي لتعزيز الاستقرار الاجتماعي، وتطبيق إجراءات أكثر صرامة للقضاء على البطالة والفساد، وتفعيل دور محاسبة المقاولين والجهات ذات العلاقة عن تأخير المشاريع ورداءة التنفيذ، والاستفادة من الموارد الطبيعية وتنويع مصادر الدخل، والاستثمار في القطاعات الواعدة، وتشجيع الاستثمارات في التكنولوجيا والطاقة المتجددة.
السعودية اليوم رغم ما تحققه من إنجازات إلا أن أمامها طريقا طويلا لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، والأمل ما زال قائما، في ظل وجود ولي عهد شاب يقرأ الحلول التي يتم طرحها من هنا وهناك، وفي كل مكان، ويستخلص منها الرؤى الاستراتيجية طويلة الأمد، ويستثمر في الإنسان السعودي الذي طالما هو يعتبره رجل الاستقرار والأمن الأول، ويسعى لتمكينه في جميع مناحي الحياة، إلى جانب سعيه المستمر في تحسين البنية التحتية ومكافحة الفساد ليضع السعودية على الطريق الصحيح، ويبني للصغار والكبار مستقبلا أفضل، فالاستقرار والازدهار في نظره ليسا مجرد أحلام يقظة يروج لها الحاكم ونطير نحن بالعجة فيها كمحكومين، بل هي أحلام حققناها معه في سبع سنين، وسنحقق أكثر مما حققناه من أحلام بعزم وحزم وتعاون وأمن وعمل دؤوب رغم أنف المحرضين.
ماشاء الله بارك الله فيك وسلمت أناملك
والحمدلله على وحدة الصف
والحمدلله على نعمة الأمن والأمان
اخجل ان اتحدث عن العمل والسكن وركوب سيارة حديثة اوبعض الكماليات وانا اعلم ان اجدادي لم ينعموا بما ننعم به اليوم وكانوا يدافعون عن الوطن بدمائهم
فجدي الرابع قُتل وهو يدافع عن ارضنا من العثمانيين
وجدي الأخير كان يجمع نواة التمر ليلعقها ويتغذى منها ومروا بفتن اعظم وكانوا اقوى واثبت
ولا زلنا نعيش في ارضهم التي حافظوا عليها بفضل من الله
هذا ما احدث به اخواني وابنائي دومًا
الوطن جزء مهم واساسي من اماناتنا
فلا تتردد في الدفاع عنه فإن الموت لاجله شهادة والخيانة له تولي يوم الزحف ومن اعظم الكبائر
كن قوي فأنه من الصعب ان تكون رجلًا
ومن السهل ان تكون فاشلًا بلا مبادئ
فلا تختار السهل الذي يجعلك رخيصًا
يعلم الاعداء ان سبيلهم الوحيد لهذا الوطن ان يشقوا الصف وليس مواجهتهم لانهم على يقين ان الشعب والقيادة يد واحدة ودم واحد وسندافع عن الوطن حتى آخر رجل فينا وهذا مانؤمن به
((ربي اجعل هذا البلد آمنًا))
أخي مهنا العزيز ..
لكم مني جزيل الشكر على كلماتكم الملهمة التي تذكرنا بتضحيات الأجداد وقيمة الأمن والأمان الذي نحيا فيه اليوم، إن تاريخنا المجيد وتراثنا العريق يحثنا على حماية وطننا والحفاظ على وحدته، سأحمل رسالتك لأبنائي وإخواني، معتزا بماضينا ومدركا لمسؤوليتنا تجاه مستقبل وطننا، وتذكيرك بتضحيات أسلافنا يعيد إلى أذهاننا قيمة الحفاظ على إرثهم، ويشعرنا بمواقفهم البطولية، وتكسبنا إصرارا على حماية تراب هذا الوطن الغالي، سأواصل بكل يقين نقل هذه الروح الوطنية للأجيال القادمة، مؤمنا بأن وحدتنا واستقرارنا هما أساس قوتنا، وأخيرا فليحفظ الله بلادنا و حكامنا ويديم علينا و عليهم نعمة الوحدة والسلام والأمان والأمن.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله تبارك الله
توصيف وتصوير جميل لحدث حقيقي جميل
شكرا شكرا لكم أستاذنا الصحافي المميز.
وإلى الأمام دائما وابدا…
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
د سالم بن رزيق، شكرا جزيلا لكلماتكم الطيبة التي اعتبرها بمثابة وسام على صدري، وتزيدني حرصا على تقديم الأفضل دائما، فقد أضاءت كلماتكم مقالتي كما يضيء القمر ليلة تمامه. ومديحكم يحملني مسؤولية أكبر للارتقاء بالكلمة والفكر، أسأل الله لنا ولكم التوفيق، وأن يجمعنا ويجمعكم دوما على طريق الخير والإبداع.