كُتاب الرأي

انطلق قطار  العمل

تستقبل مؤسسات التعليم  العام  والعالي  هذا  الأسبوع  فلذات  الأكباد من  الطلاب والطالبات  في عودة  الحياة  التعليمية والتربوية المميزة إليها   ،  وإلى  مسارها  الطبيعي ،  في أعلى  مستويات   صور   النشاط والحيوية  ،  وقوة  التحفيز  والتعزيز والدافعية .

تعود  تلك  الأنهار  البيضاء  والملونة  الجارية  إلى  تلك  المحطات التعليمية التربوية  لتتزود  بالعلوم  والمعارف والمهارات الحياتية الأساسية والضرورية  لكي  تشق  طريقها  وسبيلها  في  تلك  العوالم  الكبيرة  الضخمة  والتي  تؤمن  بالعلم  والمعرفة والقراءة والكتابة والإنتاجية البديعة.

تتألق  الأسر الكريمة والعوائل المحترمة في  هذه  الأيام  لتحفيز  وتشجيع ودعم  أولادها  من  البنين والبنات  لكي  ينهلوا  من  حدائق وبساتين  العلوم  والمعارف ويحصلوا  على أعلى  الدرجات     ،  وكذلك  لكي  يتقنوا  جميع  المهارات الحياتية الأساسية والضرورية  ليكونوا   بعد  ذلك  منتجين مبدعين متميزين  عظماء  في  ركب الحضارة والدنيا !

كذلك تنطلق الكوادر  التعليمية التربوية  وهم  الرجال والنساء  القائمون  على  التربية والتنشئة والتعليم والتقويم والتهذيب السليم  لهؤلاء  الأنجال   والأشبال  والأبطال  ،  وصياغتهم  وصناعتهم  الصناعة الطبيعية السليمة  التي  تخرج  منهم  أناساً صالحين مصلحين  ،  يحرثون   كوكب الأرض  الجميل،  وينافسون  علو  السماء  العالية الصافية الجميلة  !.

كما  ينطلق مع إطلالة  اليوم  كالعادة ؛   قطار   العمل الحقيقي لجميع  العاملين والموظفين والموظفات في شتى  المجالات الحياتية  ؛ والغاية  العليا من ذاك الانطلاق  نحو العمل  هو :

أولاً: تحقيق الفطرة والطبيعة السليمة لجميع الكائنات والمخلوقات والعوالم الحية  من عوالم الموجودات الصغرى إلى عوالم  الموجودات   الكبرى !.

ثانياً: الأصل  الأصيل في قطار   العمل  اليومي  أنه احتياج  فطري غريزي  تتساوى  وتتشابه  في طلبه  جميع الكائنات والمخلوقات الحية.

ثالثاً: حقيقة  الحياة  الدنيا  !  والصورة  الحقيقية للحياة  هي  العمل  الحقيقي  والعمل الصالح  والعمل  الدؤوب والعمل  الخالص  حتى  يأتي  الإنسان   اليقين  .

رابعاً: كل  مرادفات  السعادة والتفاؤل والنجاح والفوز والفلاح  تعتمد  على  العمل والعمل  المستمر  الدؤوب !  ، وكذلك هي  في  ذاتها  وجه  وصورة  من  صور  نتائج  العمل  الحقيقي الجاد.

خامساً: من  سبقك إلى  فضل  أو  خلق  فهو حقيقة قد  سبقك إلى العمل الحقيقي  ! وهذا  العمل هو الذي  فاض  عليه   في خلقه وفضله وماله  ، ودينه  ودنياه  .

سادساً: النهضة الحقيقية للإنسانية  تكون بالعلم والمعرفة والذي يجب تحويله إلى  معامل ومصانع ومزارع  ومتاجر  وأيدي  عاملة  حارسة حارثة  تعمر  وتبني  الوطن .

سابعاً: الدول والأقطار المتقدمة  والمتطورة   سبقت غيرها  بالتأهيل الكامل   للعمل عبر  التربية والتعليم  وصناعة وصياغة  الإنسان  العامل المتقن  والمميز المبدع .

ثامناً: الإيمان  واليقين  بأن  الطريق إلى العالم  الأول  يمر  عبر  أرض  الأمل والعمل الصالح الخالص ، واستمطار   السماء  واستحلاب   خيرات  كوكب  الأرض الجميل.

تاسعاً:  الإنسان  الحقيقي   الطموح  هو  الإنسان الحقيقي الطموح فوق كل  أرض   وتحت كل  سماء والتغيير  في القناعات والثقافات بالاتجاه الإيجابي  يخدم  الحي والمدينة والمجتمع وهو مطلب فطري إنساني جميل .

عاشراً: الإخلاص   والدعاء  في بدايات  العمل  وفي وسطه   وختامه  كله   خير  وصلاح  وتوفيق  ونجاح ، والبشرية جميعاً في أشد  الحاجة وأمسّها  في تصحيح ومراجعة مقاصدها ونياتها  في جميع  الأعمال والأقوال والأفعال الصادرة منها.

المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى