كُتاب الرأي

(س . م  . ر )  في الاستقرار الزواجي

حقيقة الحياة الزوجية  أنها  رحلة جميلة ممتعة،  فيها  العديد  من  المحطات والمراحل المختلفة والمتباينة  ،  وفيها  اللحظات الجميلة والرائعة  ،  وفيها  كذلك  اللحظات المؤلمة  والمتعبة  ،  فيها  السعي  الحثيث إلى تحقيق  الأهداف والمقاصد السامية الجميلة،  وفيها  كذلك  الوقوف  على الهموم والغموم والآلام والأحزان  والمصائب  التي تغشاها  وتتصارع  معها !

والفهم  العميق الواضح  لجميع  مقاصد  الزواج  والحياة  الزوجية والأسرية ، والاستشعار  لتلك  الأهداف الغالية والمرامي السامية  ، قد   يكون  العون  الكبير   بعد  توفيق الله تعالى ورعايته إلى  جلب  السعادة  الزوجية الحقيقية  والاستقرار  والطمأنينة والهدوء والسكينة  .

ولكي   تنعم  الأسرة الكريمة والعائلة الحبيبة  بالاستقرار  الزواجي  والراحة والسلامة والهدوء والسكينة والطمأنينة فإن على  الأزواج الأفاضل والزوجات الفضليات  أن يستحضروا  جميع  الحقوق و الواجبات والمهام والمسؤوليات المنوطة  بهم ،  وأن  يقوموا  بها   خير   قيام   !  وأن  يحرصوا   على  التماسك  والتراحم والتغافر والتسامح والتكامل  بين الأزواج والزوجات.

أشار القرآن الكريم في  قوله  تعالى  :  (   وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ  )  سورة  الروم  آية (21)   إلى   أن  الغاية  السامية   من  خلق  حواء  الطيبة الجميلة  ليسكن   إليها  آدم الطيب الجميل المبارك  ،  فالسكن  الحقيقي   للأزواج  هم  الزوجات  ،  وجعل  بين  الأزواج والزوجات  المودة  والرحمة والعطاء والبذل والتضحية.

فإذا  أخذنا  الحرف الأول من  كلمة  ( سكن  ) و  الحرف  الأول من  كلمة  ( مودة   )   والحرف  الأول  من  كلمة  (  رحمة  ) .وجمعنا   تلك  الحروف   لكانت  (  س   –  م    –   ر  )   لكانت تلك   الكلمة  هي

 (  سَمَرَ    )   !!  أي  الحياة  الزوجية والأسرية  لكي   تكون   حياة  مستقرة  هادئة  لا  بد  أن  ترفرف  عليها  معاني   السمر  الجميل ،   من  جمال   السكن  الحقيقي   ، وجمال  المودة   ،  وجمال    الرحمة  !.

فإذا  حذف حرف السين من كلمة  (  سمر  ) أصبحت
كلمة ( مر )  ؛ فالحياة  الزوجية والأسرية   بلا   سكن وسكينة هي حقيقة  في منتهى  المرارة  بين الأزواج والزوجات.
ولا بد   للأزواج والزوجات   أن يبحثوا  ويفتشوا عن  مصادر  عودة السكينة والسكن  إلى الحياة الزوجية والأسرية.
وأصل  السكينة والسكن  عند  الزوجات الكريمات الكيسات الصالحات   كما  قدمنا  !

فالزوجات الكريمات الصالحات  هن  السكن الحقيقي  والسكينة  والطمأنينة  الحقيقية داخل  البيوت الطيبة المطمئنة  !

فإذا حذف حرف  الراء  من كلمة  ( سَمرَ )  أصبحت
كلمة ( سم )  !!  فالحياة الزوجية والأسرية   بلا   رحمة واسعة وتراحم  بين  الأزواج والزوجات   هي  حقيقة  صورة  من  صور  الحياة  المسمومة  ! لذا لا  بد   للأزواج والزوجات  أن يفتشوا عن  مصادر   الرحمة والمغفرة والعفو والصفح والتسامح بينهم  ؛  حتى  يعود  الاستقرار  الزواجي بينهم .

فالأزواج  عليهم  أن يفتشوا  عن الرحمة فيهم  وفي أساليب وطرق التعامل والتفاعل مع الزوجات الكريمات وكذلك  على  الزوجات  الكريمات  البحث والتنقيب  عن أسباب أختفاء  الرحمة  والبركة والرأفة  منهن !.

فإذا  حذف  حرف  الميم  من كلمة (  سمر   )  أصبحت كلمة  (  سر   )  !!  فالحياة الزوجية والأسرية  بلا  المودة والقرب والتعاون والتراحم والتغافر والتسامح والتغافل ؛ تنادي  على  جميع  الأزواج والزوجات  أن هناك   بينكم  سر  مفقود   أو  مجموعة  عوائق  وعقبات     موجودة  لديكم  جميعاً  ؛  أبحثوا وفتشوا   عن  تلك  العقبات والتحديات والصعوبات فسوف  تجدونها   بينكم  معاشر  الأزواج والزوجات  !.

فإذا  أكتشفوا  السر   وعالجوه   عاد إلى الحياة الزوجية والأسرية  الاستقرار الزواجي…!

إذا  حدد   الأزواج والزوجات  أسباب  عدم  الاستقرار الزواجي  بينهم  ؛  فإن  الحلول لها  سهلة ميسرة  ويمكن تطبيقها  بينهم  ، والعودة  بالحياة الزوجية والأسرية إلى  الاستقرار الزواجي والأسري .

الاستقرار الزواجي حقيقة  معقود  بعد  توفيق  الله تعالى بنواصي  الأزواج والزوجات  فكلما   حققوا  السكن  بالمعنى  الشامل الكامل ؛  السكن  الحقيقي المادي  والسكن  المعنوي كلما حققوا نسبة كبيرة  من الاستقرار الزواجي  ؛ وكذلك  كلما  حققوا  فيما بينهم  من أصناف وأنواع المودة  والرحمة والعطاء والبذل والتضحية والإيجابية والصبر والتحمل  كلما  زادت نسبة الاستقرار الزواجي  !

فالقيام  بالحقوق  والواجبات  والاهتمام والاحترام والتقدير والتسامح والتغافل والقبول والمحبة والمودة والرحمة كل  ذلك  يعيد  الاستقرار الزواجي  إلى الحياة الزوجية والأسرية السعيدة…

 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر يا رب العالمين…

المصلح والمستشار الأسري
د. سالم بن رزيق بن عوض

د. سالم بن رزيق بن عوض

أديب وكاتب رأي وشاعر ومصلح ومستشار أسري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى