نهج السعادة .. احتياجات (الجانب الاجتماعي) ٢

الاحتياجات الأساسية للجانب الاجتماعي ذكرها ديننا الإسلامي كأساس للعدالة الاجتماعية ، وتحقيقه واجب للفرد ، تشمل المتطلبات التالية:
(الغذاء والمياه والمأوى والرعاية الصحية والتعليم وفرص العمل)..
في مقالنا السابق تحدثنا عن الاحتياجات الأساسية للإنسان في الجانب الاجتماعي وارتباطها مع جانبها النفسي وهي التي تتعلق (بالعلاقات والاندماج مع الآخرين) ، هي ضرورية لتحقيق التوازن النفسي والعاطفي والاجتماعي وكانت من أبرز هذه الاحتياجات(الانتماء-والتواصل والتفاعل) نُكمل في مقالنا بقيّة هذه الاحتياجات:
3.الحب والعاطفة:
يتسم الحب بالدفء والحنان وهو عاطفة قوية من الالتزام والتفاني تجاه شخص آخر أو بين أطراف مُتبادلين ، من ناحية أخرى فإن المودة والتعلق أو الإعجاب الذي يتميز بالقرب والألفة بين الأفراد البشرية رعاية دافئة تكفل الشعور بالسعادة والرضا الاجتماعي للفرد..
كما أن طلب المحبة من المحيطين بك والبحث عن هذه الاحتياجات عبر التفكير السليم فيها ومناقشتها مع من حولك بالتعبير عن حاجتك للحب والعاطفة ، هذا التعبير عن المودة يمكنها تعزيز العلاقات وخلق شعور بالحب والارتباط ، إظهار المودة تجاه الآخرين من خلال الإيماءات أو الكلمات اللطيفة أو أفعال اللطف..
الضيق العاطفي و الاحتياجات غير المشبعة للحب والانتماء حين يقع فيها الفرد داخل المجتمع ، ترمي بالفرد إلى مسالك العزلة والكآبة أو القلق أو اليأس وبالتالي فُقدان الشعور بالسعادة ..
العلاقات الأسرية والاجتماعية المبنية على المحبة و التآلف توفر الدعم العاطفي للفرد ، وتساهم في تعزيز الصحة النفسية وبالتالي تجعل الفرد مكتمل إجتماعياً قادراً على مواجهة ماحوله بكل رضا ذاتي وسعادة..
يقول الكاتب حُذيفة أمين في حاجة الحب”نحن نحتاج في حياتنا للحب لأنه كل شيء، لا بد أن نتعلم كيف نحب ، وأن نعلم لماذا نحب ، وأن نستبدل طاقاتنا السلبية ومشاعرنا المحافظة بطاقة الحب والعطاء ، لأنه بالحب يسهل كل شيء ، فالحب هو تلك الحلقة المفقودة في حياتنا ، إذا عثرنا عليها حُلّت مشاكلنا وإعاقاتنا العاطفية بشكل سلسل”..
ويقول أيضاً :”الحب هو أن تكون الأخر في ثنايا ذاتك ، أن تعيش لنفسك وللأخرين معك ، فعندما نتعلم الحب تسقط جبال الأنانية”..
4.التقدير والاحترام:
الاحترام هو أحد القيم الحميدة التي يتميز بها الإنسان ، ومن خلاله يستطيع أن يتعامل مع كل شيء حوله بكل تقدير وعناية والتزام ، فهو تقدير لقيمة ما أو لشيء ما أو لشخص ما ، والإحساس بقيمته وتميزه..
الإنسان يحتاج إلى أن يكون موضع احترام وتقدير من الآخرين بدءً من الأسرة مروراً بمجتمع العمل والمجتمع الخارجي ، وهو ما يعزز ثقته بنفسه ويحفزه على التعامل مع الآخرين بكل سعادة..
على الفرد أن يبدأ بالتعامل مع الآخرين بشكل محترم من خلال اكتسابه لمجموعة من الصفات ، حتى تنعكس عليه هذه الصفات من قبل الآخرين ويبادلونه بكل حب وتقدير الاحترام ذاته ، أهم هذه الصفات:
-احترام الآراء المختلفة وعدم فرض الرأي الشخصي بتقبل وجهات النظر المتعددة..
-احترام الحدود الشخصية بعدم التطفُّل والخوض بالأمور الشخصية للأخرين وتخطي الحواجز والشؤون الخاصة مع التعامل بكل لباقة وحذر..
-الصدق والوضوح والشفافية أثناء التعامل مع الآخرين والتحدث معهم يولد الاحترام..
-الوفاء بالعهود والوعود ، هذه الصفة تعكس التزامه وقيمه الأخلاقية ، وتجعل من حوله يثقون به ويعتمدون عليه..
-فهم مشاعر الآخرين من خلال الاستماع لهم ومناقشتهم والتخفيف عنهم ، هذه الصفة تعكس روح المشاركة وتجعله مصدر دعم وراحة للأشخاص من حوله..
-المساعدة دون انتظار مقابل صفة الكريم الذي لا يبخل بوقته أو جهده أو موارده لمساعدة من يحتاج وهذه السمة تجعل المجتمع ينظر إليه بعين الاحترام والتقدير..
-التحكم في النفس وضبط الانفعالات و الهدوء في المواقف الصعبة تجعل من الفرد شخص حكيم مُتزن محترم يمسك بزمام الأمور..
-تجنب الجدال غير المثمر يعرف متى يجب أن يتحدث ايجاباً ومتى يجب أن يصمت في النواحي السلبية..
-التواضع وعدم التفاخر البعد عن الغرور الاعتراف بالخطأ أثناء حدوثه وثقافة الأعتذار من سمات الفرد المُحترم..
-الالتزام بالمبادئ والقيم والثبات على القيم الأخلاقية مع التحلي بالنزاهة ، المحترم يلتزم بمبادئه وقيمه مهما كانت الظروف المحيطة فهو لا يساوم على أخلاقه ولا يتنازل عن مبادئه لتحقيق مكاسب شخصية لا يخضع للإغراءات أو يلجأ إلى الأساليب غير الأخلاقية لتحقيق أهدافه يعمل دائمًا بضمير حي وبشفافية تامة..
كل ما سبق من صفات تجعل الفرد مُحترم ومُقدّر داخل محيط مجتمعه..
أحلام أحمد بكري
كاتبة رأي