أسعدوا أنفسكم الآن …!

<

p style=”text-align: justify;”>

أحياناً كثيرة تلعب التربية والتنشئة الأسرية والعائلية الأبوية أدواراً مهمة في تشكيل وتكوين الشخصيات للأولاد من الذكور والإناث  على  حد  سواء  ، وتملأ  تلك  العقول والقلوب والنفوس بما تراه هي أنه  الخير  والفضل والصلاح  لهم  ،  وقد  تساعدهم   في  رسم  الطرق  الحياتية  الطويلة  !

يتعلق   بعض الأولاد  بالآباء والأمهات   من  ناحية الرعاية والتربية التي  طبقت عليهم  ، ونشؤوا  وترعرعوا  عليها  ، وأنها  الخير  كله  ،  وأن  عليهم أن  يحاكوا   هذه  النماذج الفريدة والمميزة  في  نظرهم   أو  تلك !

ينشأ  بعض  الأجيال  عادة  على  التربية والتنشئة  والتعليم  على  الخوف  من  كل  شيء  !  التربية والتنشئة والتعليم  على الخوف  الاختبارات ، التربية والتنشئة والتعليم  على  الخوف من  التجربة  والمحاولة ! التربية والتنشئة  على  الخوف  من الكلام  أمام الناس والغرباء  ! التربية والتنشئة  على  الخوف من  المستقبل !  التربية والتنشئة   على  الخوف الفشل  !  والتربية والتنشئة  على الخوف من الآخر  الغريب   ! والتربية والتنشئة   على  الخوف من  الخسارة  ! والتربية والتنشئة  على  الخوف   حتى من  الخوف نفسه ؟! .

كذلك  الخبرات والتجارب  والمفاهيم الخاطئة  والقناعات  السلبية السوداوية  كلها قد  تؤثر  على صناعة الشخصية  وصناعة سعادتها في الحياة الإنسانية  وتغييرها  إلى الشقاء والتعاسة  والهم  والغم والنكد  !.

بعضهم  في  حياته  اليومية والزوجية الشخصية  الأسرية الاجتماعية والحياة  العامة   سوق  مشاع  للجميع  !  وهو  يقول  عن نفسه : أنا كتاب مفتوح  ! أنا لا أقول لأحد  : لا  ! أنا أحب الناس  كلهم  !  وهم  كذلك  يحبونني   كلهم  ! أنا ولله الحمد والمنة لا أغضب ولا أزعل  من  أحد  !

بعض الناس  يتبنى   في حياته  الزوجية   والأسرية   !  وحياته  العملية  الهموم والغموم والآلام والأحزان والمصائب والنكد  فهو في دركات  الحالة التشاؤمية السوداوية السلبية ! ولا  يهبط  من دركة  إلا   إلى  أخرى  اسوأ  وأردى  منها !

وهناك  أعداد  غفيرة  ،  وجموع   كبيرة   تؤمن  اليوم  إيماناً  عظيماً بأن  سر   سعادتها  وسرورها وراحتها  يأتي  من  خارجها  !  وموجود   هنا  أو  هناك  !   فهو  يأتي  من  الأشخاص الذين يدعمونها  !  من  الآباء والأمهات  من  الإخوة والأخوات   ، من  الأصحاب والأصدقاء من  مواقع التواصل الاجتماعي  في شبكة الإنترنت !

وحقيقة الحقيقة أن  السعادة والتفاؤل والسرور والفرح والأمل والحبور والسكينة والراحة والسلامة  هي  اختيارات للناس ؛ وبين  أيديهم  هم  الذين  يتخذون  القرارات ؛ فالقرار  بالسعادة قرار  الإنسان  نفسه  وبيده  ،  وهو   القادر  دون  سواه  في  أن  يجعل  من ساعاته وأيامه وسنواته  كلها  سعيدة ؛ أو كلها شقية !

وانتظار  الآخرين  أن يصنعوا  لك  المعجزات  أو  يصنعوا  لك سعادتك ، وفرحك وسرورك  ؛  هذا  والله هو الوهم  والوهم   المركب الكبير   !  وهو  غير  موجود   إلا  في  عقولنا  وقلوبنا وأنفسنا   نحن  فقط  !  والأصل الأصيل أن السعادة والتفاؤل والسرور والفرح والأمل  كلها  اختيار  بين عدة بدائل لتحقيق  جودة أهداف الحياة الدنيا الجميلة  !.

لذلك لا يسرق اللصوص  الأفراح والسعادة والأمل  منكم  أبداً  والأسباب كلها حقيقة   بأيديكم  !  والقرار  أولاً وأخيراً لكم  أنتم !

فأسعدوا أنفسكم بأنفسكم أولاً وثانياً وأخيراً …

والسعادة الحقيقية هي القرار البشري الإنساني الفطري السليم الجميل  ويحتاج إلى  توفر   الاختيارات والبدائل المناسبة.

أسعدوا أنفسكم  الآن .. بالنظر إلى النعم الكبرى والفضائل العليا التي خصكم الله تعالى بها .

أسعدوا أنفسكم  الآن …بالنظر إلى  ما أنتم  عليه من الأمن والأمان والاستقرار والهدوء والسكينة والراحة والسلامة.

أسعدوا أنفسكم  الآن …بما خصكم الله تعالى   به  من الصحة والعافية  والتوفيق في العمل والزوجة والأولاد والسكن والمركب المريح .

أسعدوا أنفسكم  الآن …أوقفوا  كل  الأعمال  والأقوال  لحظة واحدة …  لحظة  واحدة  وأنظروا  إلى أجسامكم  إلى أشكالكم  إلى أنفاسكم وأطرافكم  إلى  ما  حولكم  من  الخير والفضل والصلاح  إلى  ما  تفضل  به الله تعالى عليكم  الآن  …

ثم  أسعدوا أنفسكم  الآن …

وصدق شاعر المهجر  الكبير إيّليّا أبو ماضي  :

قالَ السَماءُ كَئيبَةٌ وَتَجَهَّما قُلتُ

    اِبتَسِم يَكفي التَجَهّمُ في السَما !

يا صاحِ لا خَطَرٌ عَلى شَفَتَيكَ

   أَن تَتَلَثَّما وَالوَجهِ أَن يَتَحَطَّما

فَاِضحَك فَإِنَّ الشُهبَ تَضحَكُ

وَالدُجى مُتَلاطِمٌ وَلِذا نُحِبُّ الأَنجُما !

د. سالم بن رزيق بن عوض

المصلح والمستشار الأسري