كُتاب الرأي

العودة

 

العودة

وبعد أن أثقلت الأمهات وسائدهن بالدموع والخوف والقلق على ابنائهن من عدو هلامي ، تشعر به ولاتكاد تلمسه ، عدو في ثوب مسلم ولغة عربية وجار قريب يطعم المراهقين سما قاتلا ( المخدرات )
ياقوم :أليست الحرب شرفا ؟ وأخلاقا ورجولة ؟! إن جاز لنا تسميتها بالحرب ،فما عهدوا منا العداء..

فبشرى للأمهات !!
وطرقت دعوات المصلين أبواب السماوات ؛ فكشف الله ستر المتاجرين بشرف من يختلف معهم ، المتاجرين بالوطن ..
عرتهم أفعالهم من حيث لم يحسبوا ، أمام العالمين
فأي هوان وحسرات ذاقوها من الله
و سيتذوقون مرارة الغربة التي ذاقها الشعب ظلما وقسرا
وسيعيشون في كنف أظلم منهم وأشد قسوة .

فمن ماثلهم في ظلمهم وجبروتهم إلا فرعون الذي توعده الله وآله يوم القيامة بأشد العذاب !
ومن ماثلهم في طغيان المال إلا قارون الذي خسف الله به الأرض وبداره فما كان له من ينصره ،ومن ماثلهم في تحدي الله جل وعلا إلا النمرود الذي ابتلاه الله ببعوضة تدب في أنفه وأذنه حتى مات…

ففي أي القصص سيذكر التاريخ تجارة المخدرات وتصديرها في الجوار ليس من الرعاع ولا من الخارجين على حكومتهم ولا المجرمين المارقين بل من رئيس الدولة وعائلته ..
وفي أي القصص سيكتب التاريخ مجازر السجون ودفن الناس أحياء وتقطيعهم والمتاجرة بأعضائهم
وفي أي القصص سنقص عليكم نبأ استبدال المخدرات بالرمان والزيتون ؟!
مازلنا مذهولين .كما سيذهل كل من يقرأ سيرتهم من الأولين والآخرين …
ولكن سنة الله في ازهاق الباطل واظهار الحق ولو بعد حين،
فقد عادت مآذن سوريا تصدح بالآذان ومنابرها تهتز بالخطب
وأفواج العائدين للوطن فرادى وجماعات ، خفافا وثقالا
على مشهد عظيم من الناس في مشارق الأرض ومغاربها.
وستعود سوريا للحضن العربي

فاطمة الغامدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى