كُتاب الرأي

” بداية واعدة وتجاهل مؤلم “

 

 

” بداية واعدة وتجاهل مؤلم “

…………..

وزارة التعليم بدأت بخطوة جيدة ، ألا وهي حصر الموهوبين والموهوبات من شاغلي الوظائف التعليمية ، ثم بعد هذا الحصر تم التهميش لأكثر من عام كامل دون أي لفتة من قبل الوزارة .

وزارتي الموقرة : لطالما كانت مهنة التعليم هي الأساس الذي يُبنى عليه مستقبل الأجيال ، والمعلمون والمعلمات هم الأبطال الحقيقيون الذين يسهمون في بناء المجتمعات وتشكيل الوعي لدى الأفراد . ولكن ، وعلى الرغم من هذا الدور الهام ، إلا أن هناك فئة مميزة من هؤلاء المعلمين والمعلمات الذين يمتلكون مواهب استثنائية وقدرات خارقة في مجالات مختلفة ، ورغم ذلك يتم تهميشهم وتجاهلهم من قبل وزارة التعليم ، مما يدفعنا إلى التساؤل : لماذا يحدث هذا ؟

ألا يُفترض أن تكون وزارة التعليم هي الجهة المسؤولة عن اكتشاف وتطوير الطاقات المبدعة ، والعمل على توفير البيئة المناسبة لها ، لكي تُزهر وتحقق نجاحات مهنية متميزة ؟.
ولكن الواقع يُظهر أن الموهوبين من المعلمين والمعلمات لا يحظون بنفس الاهتمام والاعتراف الذي تستحقه مواهبهم .

وبينما تُنفق الوزارة الأموال والجهود على البرامج التقليدية ، نجد أن أصحاب الابتكارات الحقيقية في مجال التعليم يُهمشون أو يُهملون . هؤلاء المعلمون الذين يعملون بجد واجتهاد ، ويسعون جاهدين لتقديم طرق تعليمية مبتكرة ، يواجهون صعوبة في الحصول على الدعم اللازم لتحفيزهم على تقديم المزيد من العطاء . بل إن بعضهم قد يضطر إلى ترك المجال بسبب شعورهم بالإحباط وعدم التقدير .
وأنا هنا أهيب بأن تجاهل الموهوبين من المعلمين والمعلمات يؤدي إلى فوات فرصة كبيرة لرفع مستوى التعليم في المملكة . فهؤلاء الأفراد يمتلكون من المهارات والقدرات التي من الممكن أن تُحدث تغييراً إيجابيا في أنظمة التعليم ، سواء من خلال استخدام تقنيات حديثة أو ابتكار أساليب جديدة تحفز الطلاب على التفوق والابتكار .
وبدلاً من أن تُسخر الوزارة طاقاتهم لتحقيق التميز في العمل التعليمي ، يتم تجاهلهم وكأنهم ليسوا جزءًا من المسيرة التعليمية . ..

إن تجاهل الوزارة لهذا الجانب لا يساهم فقط في إضعاف الحوافز لديهم ، بل أيضاً يعطي رسالة سلبية لبقية المعلمين ، مفادها أن الإبداع والابتكار ليسا ذوي قيمة تذكر .
وهذا بالطبع يؤثر على تحفيز بقية المعلمين والمعلمات الآخرين على تقديم أفضل ما لديهم .

ومن هنا لدي بعض الاقتراحات والحلول ، من أجل معالجة هذه المشكلة ، حيث لا بد من اتخاذ خطوات عملية لتمكين الموهوبين من المعلمين والمعلمات .
وهذه الإقتراحات هي على النحو التالي :

أولاً : تخصص الوزارة برامج لتطوير المهارات الإبداعية في جميع أنحاء المملكة ، بحيث تُسهل عليهم المشاركة في دورات تدريبية وتمنحهم الفرص لإبراز مواهبهم .

ثانياً : توفير مكافآت تحفيزية للمعلمين المبدعين والمبتكرين ، سواء كان ذلك من خلال الترقية المهنية أو من الجوائز المخصصة للمبدعين في مجال التعليم .

ثالثاً : الإعلان والنشر عن أسماءهم على منصات الوزارة .

رابعا : إرسال خطابات وشهادات تقدير لإداراتهم .

خامساً : عرض و نشر مؤلفاتهم وإنجازاتهم على منصات التواصل التابعة للوزارة كدعم لهم .

هذا النوع من التقدير يعزز من روح العطاء ويساهم في رفع مستوى التعليم بشكل عام .
وأخيراً ، يجب أن تعمل وزارة التعليم على خلق بيئة تشجع على الابتكار ، من خلال تشجيع المعلمين على تبادل الخبرات والابتكارات فيما بينهم . كما ينبغي أن تكون المدارس بمثابة مراكز إبداعية يمكن للمعلمين فيها تقديم أفكار جديدة وتجريب طرق تعليمية مختلفة.
فإن الموهوبين من المعلمين والمعلمات هم الثروة الحقيقية التي يمكن أن تسهم في تحقيق طفرة نوعية في التعليم . فالوزارة ، بما لها من سلطة ونفوذ ، لا بد أن تتحمل مسؤوليتها في رعايتهم ودعمهم ،
و يتوقف التهميش لهم ، وتُعطى الفرصة للمبدعين من هؤلاء المعلمين لإحداث تأثير إيجابي يعزز من جودة التعليم في المملكة . إنهم يستحقون أن يُحسن إليهم لا أن يُهمشوا ، وأن تتعامل الوزارة مع هؤلاء الموهوبين بما يليق بمكانتهم .
…………………

ابتسام عبدالعزيز الجبرين

ابتسام عبدالعزيز الجبرين

نائبة رئيس التحرير

‫4 تعليقات

  1. حين تكون الحقيقة مؤلمة فهي العلاج الأوحد والأمثل الذي ينتظره خبراء التعليم بل سعوا بجهودهم الذاتية وخبراتهم في دعم برامج الوزارة ولعل معالي وزير التعليم وأركان وزارته يدركون أهمية الميدان ويعرفون جيدا المخزون الفكري لدي هذه الصفوة (الموهوبين) من المعلمين والمعلمات فهم القادرون على إبراز الطاقات الإيجابية من الطلاب والطالبات متى ما أعطت الوزارة الثقة كاملة لهذه النماذج الإبداعية إضافة إلى تخصيص حوافز معنوية ومادية وتخفيض نصاب الحصص الموكلة لكل منهم وقد سبق لنا الكتابة عن هذا الموضوع وليس هذه الحوافز على عاتق الوزارة فقط وإنما تخصص لجنة عليا برئاسة أمير كل منطقة لتكريم صناع النجاح من الموهوبين ومساهمة القطاع الخاص في حفل تكريم يقام سنويا في كل منطقة ومحافظة ويتم من خلال الموهوبين لهذه المواهب اختيار فريق عمل يشارك في برامج الوزارة وخططها القادمة ويحضر مؤتمراتها واجتماعاتها إذا أدركنا الحراك السريع لرؤية المملكة ٢٠٣٠ التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وتدرك الوزارة متطلبات المناسبات العالمية القادمة التي تقام على أرض المملكة فلا بد من مشاركة واقعية ميدانية وليس قرارات ورقية وجولات وتقارير ترفع من قبل جهاز الإشراف التربوي وعودة للمثل القائل : أعطوا القوس بارئها شكرا لمديرة التحرير الأستاذة إبتسام عبد العزيز الجبرين على هذا المقال الذي لامس حقيقة واضحة عانا منها التعليم في المملكة والذي يتمثل في المركزية وللأمانة والتاريخ فقد طالب سعادة الدكتور عبدالله بن محمد الزيد مدير عام التعليم بالمنطقة الغربية التَّخلص من تبعات المركزية وسلبياتها التي كانت السبب الرئيس في تأخرنا في تحقيق إنجازات ومشاريع علمية على مستوى العالم إبان فترة وزارة الدكتور عبد العزيز الخويطر رحمه الله الذي كان متمسكا بالمركزية بالرغم من السلبيات التي تخللت تلك الفترة الزمنية بالرغم من الوفرة المالية والدعم اللامحدود من قبل الدولة والتي لم يستفيد منها الميدان في البنية التحتية بما فيها التقنيات والمختبرات والمباني المدرسية والملاعب والصالات الرياضية داخل كل مدرسة على مستوى البنين والبنات لتحسين بيئة المدرسة وجعلها بيئة جاذبة.
    * نائب رئيس التحرير

    1. نائب رئيس التحرير وكاتب صحيفتنا المبدع الدكتور محمد الجحدلي
      شكرا جزيلا لك على هذا التعليق العميق والمحفز . بالفعل ، لا شك أن الاعتراف بحقيقة الواقع والعمل على تحسينه هو أساس التقدم في أي مجال ، خصوصا في التعليم.
      إن دعم الموهوبين من المعلمين والمعلمات وفتح الفرص لهم لإبراز إمكانياتهم يسهم بشكل كبير في بناء أجيال قادرة على مواجهة تحديات المستقبل .
      كما أن تفعيل دور الوزارة ، وتخصيص الحوافز المادية والمعنوية ، بالإضافة إلى إشراك القطاع الخاص في تكريم هؤلاء المبدعين ، من شأنه أن يرفع مستوى التحفيز والإبداع في الميدان التعليمي .
      بالإضافة إلى أن استثمار جهود المعلمين الموهوبين في تطوير برامج التعليم هو خطوة ضرورية نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
      مرة أخرى شكرا لك وتقبل فائق احترامي وجل تقديري💐

  2. شكرا لكِ أستاذة ابتسام على هذا المقال الرائع الذي يسلط الضوء على قضية جوهرية تتعلق بالمواهب والمبدعين والمبدعات في وزارة التعليم.
    أتفق معك تماما في أن وزارة التعليم بدأت بخطوة إيجابية بحصر الموهوبين، ولكنها للأسف لم تستثمر هذه الخطوة بالشكل المطلوب لتطوير مواهب هؤلاء المبدعين والاستفادة من قدراتهم.

    من واقع تجربتي ورؤيتي القاصرة، أرى أنه لا حل لكم إلا بإنشاء هيئة مستقلة ترتبط بمجلس الوزراء او بمجلس اعلى لا علاقة له بوزارة التعليم ، بعيدا عن هذه الوزارة العجوز التي تسير ببطء في هذا الجانب، تعتني فقط بالمواهب في قطاع التعليم وفي جميع القطاعات الأخرى بعيدا عن الروتين الإداري التقليدي الذي تعاني منه هذه الوزارة.
    وتكون هذه الهيئة شاملة تركز على دعم المواهب في جميع التخصصات والمراحل التعليمية، سواء من المعلمين والمعلمات أو الطلاب والطالبات أو حتى المبتكرين والمخترعين من جميع الفئات وفي مختلف المجالات.

    وتعمل هذه الهيئة المقترحة على:
    1.توفير برامج تدريبية متقدمة في أوروبا تُطور من مهارات المبدعين.
    2.تمنح مكافآت تحفيزية، مثل الترقيات أو الجوائز المالية والمعنوية.
    3.تعرض إنجازاتهم عبر منصات رسمية تُبرز قيمتهم.
    4.تقدم الدعم المادي والمعنوي لمساعدتهم على تحقيق ابتكاراتهم وتنفيذ أفكارهم.
    5.تخلق بيئة حاضنة للإبداع تُشجع على تبادل الأفكار والخبرات بين المبدعين.

    وفكرة انشاء هذه الهيئة ليست رفاهية، بل هي ضرورة لضمان الاستثمار الحقيقي في العنصر البشري السعودي الذي يُعد ركيزة أساسية لأي تطور تعليمي أو مجتمعي قادم ، وبدون هذه الهيئة، سنبقى نُهدر طاقات مبدعينا بين التهميش والمحاولات الفردية التي لا تقدم الدعم الكافي ولا تعتني بهم العناية المطلوبة.

    أكرر شكري على هذا الطرح القيم، وأدعو إلى إعادة النظر في مثل هذه الحلول الجوهرية التي تعزز مكانة التعليم لدينا، وإلا فمصير هؤلاء المبدعين والمبدعات سيكون إما الشاي على الجمر أو “التهبيل” على وسائل التواصل الاجتماعي، كما يفعل اليوم بعض “الشيبان” من المعلمين والمعلمات سابقا على السناب شات، ممن يُظهرون تصرفات لا تعكس وجود عقل راجح لديهم من الأساس، ويستغلون ذكاءهم ومواهبهم في تقديم حركات مضحكة تجعل العالم يضحك علينا وهم يقولون كل صباح لمتابعيهم: “هلو قايز”، بدلا من أن يثنون علينا وعلى مواهبنا.
    تحياتي
    أبو سلطان

    1. رئيس تحرير صحيفتنا الغراء وكاتبها المبدع الأستاذ القائد/ محمد الفريدي ،
      أشكرك جزيل الشكر على تعليقك الرائع ورؤيتك القيمة .
      وأنا ممتنة كثيرا لكلماتك الطيبة وتقديرك للمقال . وأتفق معك تماما في أهمية خلق بيئة تتيح للموهوبين والمبدعين الفرصة لتحقيق إمكانياتهم .
      كما أن اقتراحك بإنشاء هيئة مستقلة يرتبط بها الجميع بعيدا عن الروتين الإداري هو فكرة تستحق التفكير العميق والنقاش👍 فقد تكون خطوة مهمة لضمان تطوير فعال للمواهب واستثمارها بالشكل الأمثل . أتمنى أن نشهد مستقبلاً مزيدا من التطورات التي تصب في مصلحة المبدعين في جميع المجالات. مرة أخرى ، أشكرك على تعليقك واقتراحاتك القيمة👍.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى