كُتاب الرأي

تطهير قلوبنا من الظن

بقلم: إبراهيم النعمي

تطهير قلوبنا من الظن

“تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لرجلٍ مسنٍّ يقود أغنامه بسياجٍ متحرك.

ظنَّ بعض الناس أنه مختلٌّ عقلياً لأنه يفعل شيئاً غير معتاد، وظنَّ البعض الآخر أنه رجلٌ حريص زيادة عن اللزوم ويخاف على أغنامه من السرقة، بينما ظنَّ آخرون أنه رجلٌ موسوس خائفٌ على أغنامه من خطورة الطريق.

وفكر آخرون في أمورٍ عدة لا علاقة لها بما يفكر فيه راعي الأغنام هذا أصلاً!

حتى سأله أحدُ المارة عن سبب تصرفه هذا، ليكون جوابه كالصاعقة:

إنني أخافُ أن تأكلَ أغنامي زرعَ وحشائشَ الناس دون علمهم؛ فأُحاسَب بفعلتهم هذه أمامَ الله.

أخي الغالي، هذا الشخص ضميره حيٌّ، خاف أن تأكل أغنامه حشائش وأعشاب الآخرين فيحاسبه الله على فعلتها، وأنت تظن به ظن السوء.

(ذهب أحدهم إلى رجلٍ حكيم وقال له: أريد بيتاً بجوار أناس لا يغتابون، ولا يحسدون، ولا يبغضون.

فأخذه الحكيم إلى المقبرة، وقال له: هنا، هؤلاء هم أفضل الجيران، لا يؤذونك). انتهى.

ديننا الإسلامي نهانا وحذَّرنا من الظن. قال الله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}.

وقد فسّر ابن كثير الظنَّ المنهيَّ عنه بالتهمة والتخوين للناس في غير محله. وذكر قول عمر رضي الله عنه: لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءًا، وأنت تجد لها في الخير محملاً.

وذكر ابن عمر رضي الله عنهما حديثًا قال: رأيت رسول الله ﷺ يطوف بالكعبة ويقول: ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك، ماله ودمه وأن يُظنَّ به إلا خيراً. رواه ابن ماجه.

قال رسول الله ﷺ: (إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا).

وعن عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قال: قلتُ: يا رسولَ الله، ما النَّجاةُ؟ قال: امْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ.

كاتب رأي وإعلامي

ابراهيم حسن علي النعمي

كاتب رأي وإعلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى